نادرا ما تُدرك شخصية وطنية رياضية أو ثقافية أو سياسية ما أدركه الملولي من إجماع حقيقي على الاعتراف بالتفوق والامتياز. نجاحات الملولي لم تكن سليلة الحظ أو الصدفة أو المحاباة إنما هي وليدة العمل والمكابدة والتخطيط. لهذا حق اعتبار سيرة الملولي الأخلاقية والذهنية والرياضية مرجعا تربويا للناشئة فهو إذن في مقام القدرة أو المنارة التي يهتدي بها شباننا إلى النجاح والتألق الوطني والعالمي. في هذا السياق تتنزل أهم الملاحظات والتهاني والتدوينات التي جادت بها مواقع الأندية والصفحات الخاصة للجمهور الرياضي.
برافو.. وكفى
بمجرد بلوغ الملولي خط الوصول أطلق الآلاف من التونسيين آهات الفرح ترجمتها لوحة المفاتيح بسرعة في كلمة Bravoooo أتبعها سامي السلامي في موقع أسامة الملولي: «برافو هذا على الحساب قبل أن أستوعب هذا الحدث... فعلا أسامة أنت رائع».
في المقابل عمد العديد من الأحباء إلى فتح صفحات خاصة بقرش المتوسط منها القرش التونسي أسامة الملولي، و«البطل أسامة الملولي» والملولي اللاعب الأسطورة... ورغم حداثة هذه المواقع فقد بلغ عدد الأحباء أكثر من 260 في كل واحد منها في أقل من ثلاث ساعات هذا ما دفع هيثم مانع إلى حث الجميع على الالتحاق بالصفحة الرسمية لأسامة الملولي.
أنسانا عطش الصيام
دوّنت CheymaEST على صفحتها الخاصة «لقد أنسانا تتويج الملولي عطش الصيام» فعلّق «وليد» على كلامها قائلا: «10 كلمتر سباحة ما كذبش اللي سماه قرش» أجابه «حاتم» كان جراتهم غواصة تونسية راهي بيْلت!». في حين عادت «مرام» إلى تعليق شيماء قائلة ساخرة «الملولي نسّاك العطش المهم ما ينسيكش الكوجينة».
بين 2008 و2012 من الإعجاب إلى النخوة
شعر التونسيون سنة 2008 بإعجاب شديد وفخر بما أنجزه الملولي في بيكين لما تحصل على ذهبية سباق 1500م سباحة حرة سنة 2008. غير أنّ هذه الفرحة عكّرها انذاك بن علي لمّا استثمرها لتجميل صورته وإلهاء التونسيين عن همومهم الحقيقية من ظلم وتجهيل وحيف اجتماعي وكبت للحريات.
كما أعادا لملولي الكرّة في لندن بأسلوب مقنع رائد خلع عن نجاحاته «الرداء البنفسجي» وارتدى قميص الثورة ففرح له الجميع بلا تحفّظ فرحة بمنزلة النخوة والاعتزاز بوطن لن تثنيه الظروف مهما تردّت عن الخلق والإبداع والامتياز.
صفحة الترجي في قلب الحدث
تابع موقع الترجي الرياضي التونسي حدث التتويج بكل اعتزاز وخصّصت الصفحة عمودا للتهنئة وهو سلوك طبيعي بدافع وطني من جهة وحافز جمعياتي باعتبار انتماء الملولي إلى الحديقة «ب» منذ الموسم المنقضي.
في المقابل اقتصر موقعا النجم والإفريقي على الإعلان عن الخبر وتعبير البعض عن إعجابهم في حين اعتبر العشرات أن انتماء الملولي إلى «المكشخة» قلص من شعبيته في صفوف أحباء الأندية الأخرى رغم إقرار الغالبية بأن الملولي لم يكن يمثل فريقه إنما كان يمثل وطنا بل العرب والمسلمين جميعا.