أصبح لقب «بطل أولمبي» لقبة باستحقاق إذ يحق لأسامة الملولي اليوم أن يسجل هذا اللقب ويحتكره لنفسه، بعد أن أحرز أمس ذهبية أولمبية في سباق 10 كم في توقيت ساعة وتسع وأربعين دقيقة وخمس وخمسين ثانية وجزء بالمائة. مياه لندن المتفوحة فتحت ذراعيها أمس لاستقبال بطل أولمبي وفتى ذهبي تونسي بامتياز ليفتك قرشنا العربي التونسي بالمعدن الأغلى في هذا السباق. «الملولي» يلبّي النداء لم يتخلف سباحنا العالمي الأولمبي عن تلبية نداء الواجب وتحقيق الآمال التي علقها على «أكتافه» جميع التونسيين فأتم المهمة التي أنيطت بعهدته وبنجاح تام. وكان أسامة في هذا السباق جوادا ولم يسبقه في جوده أحد، ولم يبخل عل علم البلاد لا بحبة عرق ولا بجهد جسد، وغياته في ذلك واحدة وهي رسم الفرحة على وجه التونسيين والعرب كافة وعلى الرغم من الإصابة التي عانى منها أسامة الملولي قبل انطلاق فعاليات الدورة الأولمبية اللندنية إلا أنه تجاوز آلامه في سبيل آمال لم تكن للسباح وحده، فثقل الآمال التي علقتها الجماهير الرياضية التونسية والعربية على أسامة أنسته أوجاع الإصابة، فخاض سباق ال10 كلم ولسان حاله يقول «تهون آلامي في سبيل نجمة وهلال». سجدة شكر حال فوزه بسباق ال10 كم في المياه المفتوحة خرّ السباح الأولمبي ساجدا على الأراضي اللندنية، شاكرا الله على تحقيقه هذا الإنجاز وإحرازه ذهبية السباق متفوقا على 25 سباحا خاضوا معه بداية السباق ليكون في نهايته «سيّدهم» وأعلاهم على منصة التتويج. «أسامة» لتونس فقط.. بعد أن رافقت أسامة الملولي حملة تشكيك في قدرته على حيازة الذهب في المسابقات الأولمبية ما بعد 14 جانفي، في إشارة إلى أن بركة «المخلوع» ورعايته الموصولة ل«أسامة» كانت السبب في غنائم المعادن التي يحصل عليها في المسابقات العالمية والأولمبية. ها أن «قرش العرب» والفتى الذهبي يدحض جميع الادعاءات ليثبت أنه ابن تونس وولاؤه وانتماؤه لتونس فقط. وأنه لا رعاية بن علي ولا بركة النهضة تجعلانه يتوج لولا عزيمة «الرجل» على إسعاد ملايين التونسيين. هنا أثبت الملولي أنه لا يسبح لغير تونس ولنفسه وأن انجازاته تحسب لوطنه أولا. فشكرا لك أسامة.. وهنيئا لنا بك وهنيئا لك باحترامنا لك ولإنجازاتك.