السيد محمد بن الطيب (متقاعد)ابى عمل بالضيعة منذ 1944وقد عايش ازهى فتراتها.يقول انه متحسر عن الوضع الذي الت اليه الضيعة ولايريد اليوم دخول ترابها فالبكاء حتما سيغلبه لم استطع تصديق ما وقع لقد أصبحت خرابا بعد ان كانت من انشط الضيعات المثالية في البلاد فخلال الستينات كانت تشغل 300عامل وكانت في اليوم الواحد توفر ما يقارب 2000لتر حليب وتقوم ببذر مشاتل منتقاة من قمح ،قصيبة وفول وحمص وجلبانة وفصة كما لعبت دورا هاما في تقديم المساعدة للفلاحين الصغار خاصة خلال فترات الازمات بفضل ما يتوفر بها من معدات وتجهيزات وتقنيات التلقيح والتهجين. اما عمر المساهلي (متقاعد) فقد اكد ان الضيعة إلى وقت قريب كانت تضم 120بقرة و1100رأس غنم و9 أحصنة كما تشغل 41 عاملا قارا و20 عاملا مسترسلا في التنظيف والعناية بالمواشي اضافة إلى 30 عاملا موسميا في الصيف عند جمع الصابة لكن الوضع بدأ يتدهور نحو الأسوأ منذ 1998وانطلاق عملية الخوصصة وفي وقت قياسي أصبح الوضع على ماهو عليه اليوم.
السيدة نجيبة السلطاني العاملة الوحيدة التي بقيت متواجدة بالضيعة فتصرح: أنا أشتغل هنا منذ 1974وكنت شاهدة على التقهقر المتواصل للضيعة وكانت سنة 2000 هي بداية التراجع الحقيقي حيث تخلى ديوان الأراضي الدولية عن تسيير هذه الضيعة لفائدة المبادرة الخاصة ففي البداية أشرف عليها بلقاسم عبد الجليل ثم فيصل بن مختار ثم تدهورت الوضعية مع هندة الزواري. لم يبق من العمال المباشرين الا انا وزميليّ كامل زيدي (حارس النهار) ومحمد الصالح المعشاوي(حارس الليل) لقد تمت عملية تسريح عدد كبير من العمال بطرق تعسفية في بعض الحالات وبقينا نحن دون أي تسوية لأوضاعنا لقد توقف دفع أجورنا ولم نجد من يصغي إلينا ومنذ الثورة لم نحصل على رواتبنا بصفة منتظمة لكننا لم نستطع ترك الضيعة خاصة وانها بعد الثورة تعرضت إلى عمليات سرقة ونهب وتحولت إلى خراب. كما اضافت «ننتظر قدوم مستثمر ليعيد امل الحياة إلى هذه الضيعة العريقة». كما ناشدت السلط المسؤولة التدخل لتسوية أوضاعهم. من جهته عبر السيد الكامل زايدي(حارس الضيعة) عن الوضع المأساوي الذي تردّى فيه بعد الثورة فالأجور توقفت منذ أوت 2011 مع توقف دفع المساهمة في صندوق الضمان الاجتماعي كما انه متخوف من عدم وجود اي ضمانات وهو حارس بمفرده في هذا الخلاء الموحش والضيعة معرضة للسرقة في اي وقت وناشد السلط المسؤولة التدخل لفائدتهم نظرا للوضع الاجتماعي المأساوي ومن المؤسف والمحزن ترك 500هكتار من الاراضي الخصبة دون استغلال في هذه السنة الممطرة كما أن الجرارات والآلات تعطلت ولم تعد صالحة للاستعمال.