اندثرت معظم المعالم العربية في صقلية ولم يبق منها الا جزء صغير ومن اخر بقايا المعمار العربي حمامات جفلوذيً cefaluوبقايا القصور والحمامات المعروف بالبحر العذب Dolce Mareوهي اقدم الاثار العربية التي مازالت باقية في صقلية وتحاكيًً هذه الحمامات معالم الاندلس والعراق في العهد العباسي أنا المساجد فقد اندثرت جميعها باستثناء بقايا مسجد في بلارمو قريبا من كنيسة القديس يوحنا شفيع النساك .كما بقي في بلارمو قصر الفوارة وهو يعود إلى الامير جعفر الكلبي (998-1019م)وكان في الاصل مجموعة من المباني حول ساحة تحيط بجوانبها الثلاثة بركة اصطناعية ويشير اسم الفوارة إلى النوافير التي كانت موجودة ومازالت واجهة القصر تحمل بعض الأثر العربي وقد استمر تأثير الطابع العربي في المعمار الصقلي حتى نهاية القرن السادس الهجري الثاني عشر ميلادي وكانت معظم المدن تحوي مساجد وحمامات ومبان فخمة على الطراز الاسلامي وفي زيارة الشريف الإدريسي الرحالة الشهير (منتصف القرن الثاني عشر ميلادي) كانت بلارمو مقسمة بين القصر والمنطقة المسورة التي سماها النورمانً المدينة borgo وحول النورمانً المسجد الجامع إلى كنيسة وفي عهد روجار الثاني احتفظت قطانية بطابعها العربي الاسلامي اكثر من بلارمو كما يظهر تأثير المعمار الفاطمي في القاهرة في استعمال الحجارة الداكنة وكذلك الأندلسي مثل البرج المسمى برج بيش المقتبس عن قلعة بني حماد الذي شيد في القرن الخامس الهجري الحادي عشر ميلادي ، ونجد ضريحا لبوهمندً في كانوساً بأضلاعهً الاربعة وقبتهً يحاكي الأضرحة الاسلامية ومن بين الأشكال المعمارية المقتبسة عن شمال افريقيا الأعمدة المزخرفة ذات الأطواق المنحوتة ويوجد منها عمودان في كنيسة لامرتوراناً وفي متحف بلارمو .
ومن البصمات الواضحة للعرب تشييد القصور وسط البساتين مثل قصري العزيزةla zizaوالقبةla cubaوقد بدا تشييد قصر العزيزة في عهد وليام الاول واكتمل في عهد وليام الثاني كما نلاحظ تشابها بين سقف كنيسة القصر الملكي وبناء المسجد الجامع في قرطبة وتعود بعض الزخارف إلى المرحلة الفاطمية إذ تبدو بارزة الخطوط العربية وخاصة الكوفي والنسخي ولم يبق من الصور الاصلية التي رسمها الخطاطون العرب على السقف الا القليل واغلبها يحاكي الزخرفة في المساجد الفاطمية في القاهرة إذ ازدهر الرسم في المرحلة الطولونيةً خاصة ونجد إلى جانب الخط رسوما لمجالس انس يزهر فيها رجال بملابس عربي اسلامية مثل العمامة والقلنسوة وعازفون على آلات التخت العربي.