احيت معتمدية عين دراهم من ولاية جندوبة ذكرى وفاة رابع شهيد ثورة الكرامة والحرية بربوع الجهة حسونة بن يوسف وذلك بمنطقة سيدي يوسف التابعة لعمادة عين سلام والتي تبعد عن مدينة عين دراهم حوالي 12 كيلومترا . وحضر إحياء الذكرى وفد يتكون من ثلاثة مراسلين للإذاعات وممثلين لحزب النهضة وممثلة الهلال الأحمر التونسي بعين دراهم وممثلة جمعية التنمية والإبداع بنفس المعتمدية وبرئاسة السيد عبد الوهاب ألهاني رئيس حزب المجد الذي صرح قائلا :«فوجئت أثناء زيارتي في المرة السابقة بان الوضعية القانونية لهذا الشهيد لم تسو لحد الان فعائلته لم تتمتع بالامتيازات الضرورية لشهيد ثورة خاصة وأنها عائلة تعاني الفقر والفاقة والحرمان وأكد انه من الضروري أن تسوى هذه الوضعية في اقرب الآجال وأضاف انه من أول الاستحقاقات أن نعالج جرحى الثورة وان نعتني بعائلاتهم ونكرمهم ونرعاهم.
كما حث على بعث صندوق لتعويض جرحى وشهداء الثورة ومساعدة عائلاتهم تشارك فيه الأحزاب والخواص والدولة وأصحاب الخير والمجتمع المدني والجمعيات ويضيف أن إكرام عائلة الشهيد حسونة بن عمر يكون بتوفير مورد رزق قار لها وذالك بتشغيل شقيقه فالمنطقة التي تقيم بها منطقة محرومة لا تتوفر بها موارد الرزق ولابد من إيجاد مسكن لائق لهذه العائلة .
أما السيد مولدي البوكاري عن حزب النهضة فقد قال ليس من الضروري أن تكون زيارة عائلات الشهداء بمناسبة سنوية وفاتهم بل يجب أن يكون هناك تواصل وتفكير دائم بهم وان نربط عرى التواصل معهم وان نحيط بهم في كل الأحيان وفي كل المناسبات كما أن هذه المنطقة وعائلة الشهيد قد تمت زيارتهم العديد من المرات من طرف أعضاء المجلس الوطني التأسيسي والمجتمع المدني والأحزاب والجمعيات وقد تبين أن هذه المنطقة هي من أفقر الأماكن بالمعتمدية إضافة إلى افتقارها للماء الصالح للشرب وهي في حاجة إلى ابسط روافد التنمية ما جعل كل شبابها يتحولون إلى العاصمة والمدن الأخرى طلبا للرزق ولم يتبق بها إلا الشيوخ والنسوة
في ختام إحياء هذه الذكرى وقبل مغادرتنا المنطقة توجهنا إلى زيارة منزل الشهيد وكم هالنا ما وجدنا عليه حالة هذه العائلة فمنزلها يتكون من غرفة واحدة لا تصلح أن تكون للسكنى وكوخ محاذي له ولا توجد دورة مياه ولا مطبخ أثار الفقر والخصاصة والحرمان بادية على محيا والديه فالأم معاقة لا تتمكن من الوقوف والمشي والأب مسن , وأول ما بادرنا به بعد ترحابه بنا قائلا لقد فقدت اعز سند لي ولدي حسونة الشهيد فهو الذي كان يرعانا ويساعدنا على قضاء حوائجنا حتى انه من يقوم باستحمامي وغسل ملابسي وملابس والدته فلقد كان بارا بنا رحمه الله واسكنه فراديس جنانه أما والدته فقد كانت تجلس أمام المنزل وتسبق عبراتها كل كلمة تقولها عن الشهيد حسونة غادرنا المكان والعديد من الاسئلة تدور بأذهاننا فمتى تسوى وضعية القانونية للشهيد حسونة ومتى سيقع إلحاقه بقائمة الشهداء وهل ستعرف حالة هذه العائلة فرجا في يوم من الأيام وتسكن المنزل اللائق وتنعم بطعم الحياة الكريمة ؟