شهدت مدينة تالة مؤخرا لقاء بين فعاليات المجتمع المدني وبعض المسؤولين بالمؤسسات والادارات العمومية بدار الثقافة بالمكان .وقد خصص لتدارس وضعية التنمية بالجهة وتشخيص الصعوبات والمشاكل التي تعترضها خاصة في ظل غموض استراتيجية دقيقة لتنمية الجهة. الشروق حضرت اللقاء ورصدت فعالياته. وقد تمحورت التدخلات حول ضرورة ضبط حاجيات الجهة في التشغيل والعمل على ادماج فوري لأصحاب الشهائد العليا في الادارات العمومية وفق مقاييس علمية مضبوطة كما قدم جل المتدخلين بعض المقترحات في اطار عرض افكار لخلق مشاريع في مختلف المجالات بما يساهم في خلق فرص اكثر للتشغيل . ويتطلب ذلك البحث عن مستثمرين في قطاعات حيوية كصناعة الاعلاف وتركيز صناعات تحويلية تستغل الموارد الخاصة بالجهة وفي نفس الوقت اتفق المتدخلون على فكرة اساسية تتعلق بالمصاعب الكبرى التي تعترض الاستثمار والمتمثلة في غياب الدراسات الاستراتيجية للمشاريع التي يمكن ان تنجح وتفتح امكانات التشغيل في مجالات الخشب والرخام والجير والصناعات الغذائية الى جانب ذلك نجد مشاكل تتعلق بالتمويل والتعقيدات المتعلقة بالقروض البنكية كما شدد المجتمعون على مسالة تدخل الدولة في ما يتعلق بالبنية التحتية وتهيئة الشروط الموضوعية لأرضية تساهم في خلق الاستثمار مثل تحسين شبكة الطرقات وتهيئة الفضاءات الصناعية وبناء المرافق العامة وتحسين قطاعات النقل والخدمات الخ. وأجمع ممثلو المجتمع المدني بالجهة على ان تدخل الدولة ضروري ان كانت فعلا تسعى الى تنمية الجهة لأن كل ربط للتنمية بالجهة بالاستثمار الخاص معناه انها لن تتحقق ابدا حتى ان احدهم قال بأسلوب ساخر اذا ابتدأت التنمية في تالة بوعود الاستثمار الخاص أُصاب بالإحباط واليأس لأنه ليس هناك اي مستثمر يضع امواله في مدينة تغيب فيها ادنى شروط الاستثمار. الدولة هي الحل أجمع كل الحاضرين على ان الحلول الان تكمن في اقامة الدولة للمشاريع الكبرى مثل امكانية تركيز معمل اسمنت ببولحناش خاصة وان الدراسات متوفرة لانجازه وفي الواقع فإن اهالي تالة يطرحون اكثر من تساءل حول استراتيجية التنمية بالجهة التي تظل غامضة رغم محاولة الحكومة التضخيم من المشاريع المخصصة للقصرين عامة ولتالة خاصة .فهي مشاريع عادية لا تحقق تنمية شاملة مثل اقامة مركز للفحص الفني للسيارات او مركز لتكوين الفتاة الريفية وحتى الاعلان عن تحويل المستشفى المحلي الى مستشفى جهوي يظل مجرد حديث تتناقله الالسن لا غير. فأين المشاريع ذات القدرة التشغيلية العالية والتي تحدث نقلة نوعية في الجهة.؟ هذه الحيرة التي تسيطر على الاهالي في الجهة تتزايد امام اللغز المحير المتعلق بغياب الامن باعتباره شرط امكان التنمية وببقاء المدينة بدون معتمد منذ أشهر ,حتى ان أحد متساكني المنطقة وهو السيد البصيري الهيشري علق قائلا الناس في تالة الان تعيش على الهامش لا امن ولا معتمد ..ولا تنمية فالثورة قامت من هنا الناس عاشوا خلال الثورة اصعب الفترات من اجل الشغل والكرامة وواجب الحكومة التفكير في ايجاد حلول لشباب وسكان تالة الذين قدموا اولادهم قرابين لتونس دون ان يلمسوا تغييرا في حياتهم.حتى أن أحدهم علق قائلا اخشى ان تالة الان عوقبت لأنها تمردت.