تمثّل فترة «الصولد» التي انطلقت يوم 25 أوت الفارط فرصة للعائلات لاقتناء حاجياتها من الملابس خاصة والعودة المدرسية على الأبواب... «الشروق» زارت بعض المحلات التجارية ورصدت أراء عدد من الباعة والمواطنين الذين تباينت آراؤهم حول «الصولد». وليد 29 سنة صاحب محل تجاري تتراوح التخفيضات فيه بين ال20 وال50% مع لافتة وهمية فيها تخفيض بنسبة 60% قال إن التخفيضات في ولاية المهدية غير معمّمة، ولم تتقيد بها جميع المحلات وأضاف «بالنسبة لنا كل الأمور منظمة ونحن متقيدون بالمقاييس وكل شيء مسجل لدينا لكن هناك سلع لا يشملها «الصولد».. وهنا تحدث عن السلع الجديدة وقال «إن الصّولد يشمل فقط الملابس الموجودة هنا منذ 3 أشهر»، أما بالنسبة للإقبال فقد لاحظنا بأنه كان إقبالا ضعيفا وقد قال عنه وليد «الإقبال في أغلب الأحيان يكون من قبل السياح، فالأسعار هنا مرتفعة وهي غير مناسبة للعامة كما أن غلاء المعيشة لا تشجع المواطن على الشراء حتى وقت التخفيض»، وهنا قاطعه زياد 23 سنة وهو بائع يعمل في نفس المحل «الأسعار مرتفعة جدا و الزوالي ما يعيشش».
سلوى (30 سنة) أستاذة شباب وطفولة كانت موجودة في أحد المحلات التي زرناها قالت» ليس هناك تخفيضات حقيقية ويوم انطلاق الصّولد كل المحلات هنا تعرض السلع بنفس الأسعار، «وتساءلت كيف يمكن اعتبار التخفيض بنسبة 10 أو 20% صولد؟ كما أننا في أغلب الأحيان نجد في اللافتة تخفيضا ب10 أو 20% في حين أن السعر لا يتغير ويبقى نفسه قبل الصّولد، ومع احتكار بعض المحلات في ولاية المهدية للسلع فإن الأسعار بقيت مرتفعة جدا الأمر الذي لا يشجع المواطن على الشراء» كما تحدثت عن المقدرة الشرائية إذ قالت «في هذه الفترة بعد شهر رمضان والعيد، وقبل أيام من العودة المدرسية يعاني المواطن من كثرة المصاريف بالأخص الموظف، فالشهرية لم تتغير وفي المقابل كل الأسعار ارتفعت».
وفي نفس السياق شدّد هشام (30 سنة) على أن التخفيضات لا تشمل في الأغلب إلا السلع الكاسدة وبسخرية قال «تختلف اللافتات من البرتقالية إلى الحمراء وسلعة «الشّنوة البوضرّوح» هي التي أجدها في الصولد والسلع ذات الجودة «الليكس» لا تشملها التخفيضات» كما تساءل «أين هي الرقابة؟ الجودة غير موجودة والأسعار غير معقولة».
«لكلّ الناس الحق في اللباس» هكذا ردّدت نجلاء جمالي (21 سنة) تعمل بائعة في محل وأضافت «الصولد الوهمي موجود، ففي أغلب الأحيان يتم الترفيع في الأسعار ثم يقومون بتخفيضها في الصولد وهكذا فإن صاحب المحلّ لا يسجل أي خسارة ، ولا يخفض السعر الأول للبضاعة».
أنور وزوجته فاطمة وابنتهما نورهان التقيناهم أثناء جولتنا ساندوا رأي هشام وسلوى إذ قالوا بأن «التخفيض هذه السنة مختلف عن السنوات الماضية فهو ليس بالتخفيض الذي يشد انتباه المواطن أو يشجعه على الشراء».
ومن جهتها تساءلت نورة (56 سنة) صاحبة محل أحذية «كيف يمكن أن يشمل التخفيض السلع الجديدة ؟»، وأضافت «أنا حرة في محلي أقوم بالتخفيض حين أريد حتى خارج أيام الصولد» كما قالت «بالنسبة لي لا يمكن أن يفوق التخفيض ال20 %»، كما تحدثت أيضا عن التخفيضات في بقية المحلات و قالت»الصولد الذي يصل إلى 50 و60 و حتى إلى 70% هو وهمي ولا يتعدى الكذب وسرقة جيب المواطن و يجب على الدولة مراقبة الأشخاص الذين يقومون بهذه التخفيضات ويقومون عبر ذلك بضرب بقية المحلات.
أما سمير رجب (53 سنة) الذي التقيناه في نفس المحل فقد أكد أن كل التجار يقومون بالتخفيض أثناء عملية البيع دون الحاجة إلى «الصولد»، وتساءل» كيف يكون هناك ربح للتاجر إذا كان التخفيض يصل إلى 70%؟»