يواجه السيد لطفي زيتون مستشار رئيس الحكومة في العديد من الصفحات التونسية في الموقع الاجتماعي هجوما منظما إثر الوقفة الاحتجاجية التي شارك فيها في القصبة ولم يكن الحضور فيها بالكثافة الموعودة، فيما يعد نشطاء النهضة أنصارهم لمسيرة مليونية يوم السابع من سبتمبر. تركز كل صفحات المعارضة وحتى صفحات الناشطين المعروفين بحيادهم على شخص السيد لطفي زيتون الذي يواجه هجومات منظمة من أنصار اليسار والمعارضة وحتى الحقوقيين ويحملونه مسؤولية الأزمة الحالية في قطاع الإعلام وخصوصا بسبب التعيينات الأخيرة في التلفزة الوطنية ودار الصباح. كما يقترن اسم السيد لطفي زيتون في الصفحات التونسية بالقائمة السوداء للإعلاميين المورطين مع نظام بن علي، هذه القائمة التي كثيرا ما يهدد بنشرها قريبا دون أن يحدث ذلك، مما جعل عدة ناشطين وحقوقيين معروفين بحيادهم يعتبرونها مجرد تهديد ضد المعارضين في قطاع الإعلام. ولا يجد زملاء معروفون بحيادهم وموضوعيتهم أي حرج في اتهام السيد لطفي زيتون بأن مسألة القائمة السوداء في قطاع الإعلام ليست سوى أداة تهديد وتفاوض بما أن الحكومة هي التي بدأت منذ أشهر بدعوة أسماء معروفة بولائها للنظام السابق واستفادتها من الأموال العامة.
وشغلت الوقفة الاحتجاجية التي نظمها أنصار النهضة في ساحة القصبة الكثير من الصفحات، اختار النهضويون صورا تبرز كثافة الحضور أمام السيد لطفي زيتون الذي يتحدث عن تطهير الإعلام، واختار نشطاء المعارضة صورا لأشخاص متفرقين مع تعاليق ساخرة من «الوقفة المليونية» التي لم تف بوعودها. وبعيدا عن الصراع التقليدي بين طرفي السياسة في تونس، نقرأ عدة تعاليق جيدة عن هذه الوقفة الاحتجاجية حيث كتب ناشط حقوقي معروف بموضوعيته مقالا جيدا يستغرب فيه كيف تجيش النهضة أنصارها للاحتجاج على بطء محاسبة المورطين في الفساد، وهي الحزب الحاكم والمسؤولة الوحيدة عن المحاسبة وهي التي وعدت بتحقيق أهداف الثورة. كما تم تداول تعليق قصير كتبه أحد الزملاء في صفحته جاء فيه: «السؤال الذي يحير الجميع: كيف يدعو الحزب الحاكم إلى مسيرة للمطالبة بالمحاسبة، وهو الذي يملك دواليب الدولة، أنا أفهم أن يخرج أنصار المعارضة في مسيرات للضغط على الحكومة، فكيف يخرج أنصار النهضة للضغط على حكومتهم؟». ويكتب أحد الزملاء في صفحته تعليقا يلقى الكثير من المساندة: «تريد الحكومة أن تقنعنا أنها تواجه ضغطا شعبيا كبيرا لتطهير الإعلام، وكلنا يعرف أن لطفي زيتون هو الذي يشرف على هذه العملية، وما حضوره في القصبة رغم تحذير الداخلية من أنها لم تسمح بهذه المسيرة إلا دليل على ذلك».
في الأثناء، يستمر أنصار النهضة في الموقع الاجتماعي في حشد جموعهم للخروج في مسيرة أو وقفة مليونية يوم السابع من سبتمبر، دون أن يتحدد مكان هذه الوقفة التي يرجح أن تكون في ساحة القصبة. ومن خلال أهم صفحات النهضة، نكتشف أن أهداف هذه «الوقفة المليونية» ستضم شعارات تقليدية من نوع «تطهير إعلام العار»، وهي شعارات يرفضها أغلب الزملاء الصحفيين، ويعتبرونها مجرد ضغط على قطاع الإعلام، خصوصا في ظل التعيينات الأخيرة في الإعلام العمومي.
ثمة حالة احتقان عميق في الإعلام، ومقالات تكشف عن الغموض الذي يشوب تصرف الحكومة في القطاع، وأغلب الزملاء يرون أنها تريد إخضاعه وتطهيره من خصومها وليس من الصحفيين المتهمين بالفساد. وجاء في تعليق لزميل من التلفزة: «القائمة لم تعد سوداء، بل رمادية وقد لا تأتي أبدا في انتظار إعادة توزيع الأدوار، يعني أنت وعلاقتك بالحكومة الجديدة، فإذا كانت راضية عنك، فلن يذكر اسمك فيها».