لم يستفد مستقبل المرسى كما ينبغي من عودة البطولة إلى النشاط في جولاتها الأخيرة حيث لاح الفريق بوجه مغاير ومردود محيّر وظهر في اللقاءات الأخيرة على غير الصورة التي كان عليها منذ بداية الموسم. أبناء المرسى اكتفوا بنقطة فقط خلال اللقاءين الأخيرين بعد تعادل أمام النجم الساحلي في ملعب الشتيوي وهزيمة في باجة أمام أولمبي المكان جعلت الفريق يتنحّى عن المرتبة الثالثة لفائدة منافسه المباشر النادي الصفاقسي.
«الشروق» اختارت أن تتحدث إلى المسؤول الأول عن الشؤون الفنية في الفريق ونعني به المدرب الفرنسي «جيرار بوشي» الذي أكد في بداية حديثه ما ذهبنا إليه حين تحدث عن مردود مخيّب للآمال في المباراة الأخيرة أمام الأولمبي الباجي وقال إن فريقه كان غائبا تماما عن اللقاء ولم تحصل الاستفاقة إلا في الدقائق الأخيرة ولم يكن بالتالي في وسع اللاعبين العودة في نتيجة اللقاء أمام يقظة كبيرة للمنافس.
«بوشي» تحدث أيضا عن غياب اللحمة والانسجام والأكثر من ذلك غياب العزيمة والرغبة في الفوز التي ألفها الجميع لدى اللاعبين.
خروج «ليبيري» أضرّ بالفريق
مدرب المرسى تحدث أيضا عن التأثير السلبي الذي خلّفه رحيل بعض ركائز الفريق دفعة واحدة واعتبر أن خروج اللاعب الإيفواري «ليبيري» بالخصوص قد أضر بالمردود العام للفريق وأفقده الكثير من الحلول الهجومية و«بوشي» قال إنه لا يحمل مسؤولي «القناوية» وزر ما حصل لكنه قال أيضا إنه لو كانت الاعتمادات والموارد المالية متوفرة بالشكل اللازم لاستطاعت الهيئة أن تحافظ على دعائم الفريق وتنجح في بلوغ ما خططت له وحالت دون خروج بعض لاعبيها بحثا عن النفع المادي.
لكلّ نتيجة مسبباتها وتراجع مردود المرسى في اللقاءات الأخيرة قال عنه المدرب الفرنسي إنه نتيجة طبيعية لعديد العوامل خاصة تلك التي تتعلق بالبنية التحتية في ظلّ افتقار الفريق إلى ملعب تمارين بالمواصفات المطلوبة وأضاف بأنه لا يمكن أن نطلب من اللاعب فوق طاقة عطائه إذا كانت أرضية الميادين على هذا الشكل. «بوشي» تحدث أيضا عن عزلة كبيرة تعيشها هيئة المرسى وقال إن أشخاصا قلة فقط يبذلون كل المجهودات في سبيل تطوير العمل وتحسين النتائج وتوفير مستلزمات النجاح فيما اختار البقية الكلام في الزوايا ووراء الستار بهدف عرقلة مسيرة الفريق في الوقت الذي تحتاج فيه الجمعية إلى كل الدعم المعنوي والمادي لمواصلة البروز وتحقيق النجاح المطلوب.
الترجي مثال يحتذى
واصل المدرب حديثه بخصوص المشاكل المادية والإدارية في فريق المرسى وقال إن في تونس فريق واحد يمكن أن يكون مثال مثالا به وهوالترجي الرياضي الذي سبق وأن اشتغلت في صلبه واقتربت فيه من أسباب النجاح فتوفرت كل الممهدات من تجهيزات وموارد مالية وإرادة بشرية قوية.
نحتاج إلى انتدابات أخرى
يعود المدرب «بوشي» ليتحدث عن مستقبل الفريق خاصة في ما تبقى من جولات حيث قال إن الانتدابات التي قامت بها الهيئة ليست جميعها فاعلة وذات قيمة، وبات من الضروري إضافة عنصر أو اثنين لتدعيم الرصيد البشري الحالي خاصة على مستوى الخط الأمامي «بوشي» قال إنه يحتاج إلى صانع ألعاب ذا مستوى عال ولا فائدة في تكديس اللاعبين دون حصول النتيجة المرجوّة.
نعم علمت برغبة النجم في انتدابي
كان لا بد أن نتحدث مع الفرنسي «بوشي» بخصوص تواتر الأخبار في الآونة الأخيرة حول إمكانية تعاقده مع النجم الساحلي محدثنا أجاب بوضوح تام وقال إنه يعلم أن هناك محاولات من طرف مسؤولي النجم لاستمالته، لكنه قال إنه لم يتلق أي عرض رسمي في هذا الشأن وواصل حديثه بالتأكيد على أنه الآن على ذمة فريق المرسى وهو سعيد بالعمل في صلب هذا الفريق الذي يربطه به عقد معنوي بالأساس وأن هناك مشروع عمل يتوق إلى إنجازه. محدثنا لم يشأ كذلك أن يفصح عن نسبة احتمالات مغادرته لفريق الضاحية إذا كانت هناك إغراءات كبيرة ودوافع هامة. وختم لقاءه معنا بالتأكيد على ضرورة التفاف أبناء المرسى حول ناديهم ومساعدة رئيس الجمعية الذي قال عنه إنه بصدد بذل مجهود كبير ويخشى أن يصيبه الضجر والإحباط في غياب المساندة والدعم.