ليس من عادتنا رمي الورود لأحد أو ضرب البندير لأي مسؤول بل ربما كنا معنيين فقط بوضع الأصبع على مواطن الداء والخلل لكن بعض القرارات والتحركات تفرض علينا أحيانا أن نضعها في دائرة الاضواء طالما أن الهدف منها الاصلاح وفتح آفاق أرحب في قطاع مهم جدا مثل القطاع الرياضي. من هذه القرارات المهمة بل الجوهرية حسب رأينا اعادة تهيئة مسبح البلفدير المغلق منذ سنوات عديدة لأسباب مختلفة من بينها الرغبة المبيتة في الاستحواذ على هذا الفضاء المهم المنتصب في قلب العاصمة.
وزير الرياضة طارق ذياب الذي يعرف جدا هذا المعلم التاريخي بامتياز وبعد أن اطلع مباشرة على الوضع الذي آل اليه قرر توفير كل الامكانات الضرورية لإعادة تهيئته واصلاحه ليصبح قابلا للاستغلال في أقرب الآجال الممكنة.
وحسب المعطيات التي تحصلت عليها «الشروق» من مصادر مطلعة فإن القيمة الجملية لأشغال التهيئة المزمع انجازها ستتراوح بين 4 و5 مليارات. وسعيا الى تنسيق الجهود في هذا الاتجاه تحديدا ينتظر ان تنعقد يوم الاثنين المقبل جلسة خاصة بحضور كافة الأطراف المعنية علما بأن عدة أبطال في السباحة «تخرجوا» من مسبح البلفدير نذكر من بينهم علي الغربي ومريم الميزوني.
وحسب نفس المصادر فإن هناك حرصا من وزارة الرياضة على استعادة ملكية هذا الفضاء الرياضي من بلدية تونس حتى يتسنى إحكام التصرف فيه وفق أساليب عصرية تضمن له موارد مالية قارة وصيانة دائمة. مسبح البلفدير سيشكل عند اكتمال أشغاله متنفسا كبيرا لعديد الجمعيات ولسكان المناطق القريبة اضافة الى تخفيف الضغط على مسبحي المنزه ورادس خصوصا.
الزيتونة تتنفس
بالإضافة الى مسبح البلفدير زار وزير الرياضة مركب المشاتل بالبلفدير المستغل من قبل الزيتونة الرياضية ووقف على الوضعية الصعبة التي تعيشها هذه المدرسة الرياضية العريقة التي أهدت تونس عديد الأبطال وموّلت أكبر الأندية التونسية وخصوصا الترجي والافريقي. وقرر طارق إعادة الروح الى الزيتونة الرياضية عبر بناء قاعة مغطاة بمركب المشاتل وانجاز 3 ملاعب بالعشب الاصطناعي وحجرات ملابس جديدة. في كلمة الزيتونة ستستفيد من مركب رياضي عصري ومتكامل وهو ما يمثل في نظرنا أبسط شيء يمكن تقديمه لهذه المدرسة العظيمة ولرجالها الذين خدموا البلد بتجرد ونكران للذات.