ثلاث مناسبات تتالت على الأسر التونسية لكل منها مطالب ومصاريف خاصة، بدأت بشهر رمضان ثم العيد والآن بداية العام الدراسي الجديد وما يتطلبه من تكاليف لتوفير مستلزمات العودة المدرسية الأمر الذي ولّد حالة من الطوارئ لدى العائلات التونسية. لذلك يعد هذا الوقت صعبا على كثير من الآباء فهم مشغولون بشراء مستلزمات العودة المدرسية وحالهم يردد «يا رب استر وعديها على خير» بعدما صرفوا مرتباتهم قبل وقتها. فها هي العودة المدرسية على الأبواب بما تمثله من هاجس مخيف ومرعب لكل الأسر التونسية، وهو إرباك سنوي يبدأ مع بداية العام الدراسي الجديد خاصة إن هذه المصاريف تزداد باستمرار مع كل عام في ظل ارتفاع الأسعار المستمر.
«الشروق» تنقلت بين المكتبات لترصد الاستعدادات لهذه العودة التي يتمنى الجميع أن تكون في أجواء طيبة رغم معاناة الكثير من الآباء من نقص في الامكانيات فكان اللقاء مع السيد : زبير صالحي مدير مدرسة بن عون الذي بين أن مدرسته على أتم الاستعداد لاستقبال أبنائها التلاميذ الذي يزيد عن 600 تلميذ وتلميذة في ظروف طيبة، وان المشكل الذي يصادفه كل بداية موسم هو رغبة الأولياء في ترسيم أبنائهم في الحصة الصباحية وهذا من شانه أن يربك معدل التلاميذ في الفصول لتشهد أقسام الحصة الصباحية اكتظاظا ملحوظا، في حين تبقى أقسام الحصة المسائية مريحة للمعلم لان أعداد التلاميذ فيها اقل بكثير من أقسام الحصة الصباحية. وهذه اكبر مشكلة يمكن أن تعترضنا، أما عن إطار التدريس يؤكد السيد زبير بأن جله موجود إلا من بعض الاحداثات التي ستشهدها المدرسة فإننا نأمل أن يتم سد الشغورات قبل انطلاق السنة الدراسية لتنطلق الدراسة الفعلية منذ الأيام الأولى. أما عادل عوني صاحب مكتبة يؤكد أن جل الأدوات المدرسية متوفرة ولم نلحظ نقصا فيها ما عدا كتاب القراءة للسنة الخامسة الذي لم نحصل عليه لحد الآن، أما بقية الكتب فهي متوفرة ولم يطرأ على أسعارها أي تغيير. وان ارتفاع الأسعار شمل أدوات مدرسية أخرى. ونوه السيد عادل بما يقوم به المركز الوطني البيداغوجي بسيدي بوزيد حيث اعتمد آلية تسهل عمله ولا تضيع وقت أصحاب المكتبات وتجنب الاكتظاظ وذلك ببرمجة وقت محدد لكل مكتبة وهذا الإجراء سهل عمله وجنبنا كثيرا من الوقت الضائع ومكنا من تسلم الكتب بأريحية دون عناء.أما الإقبال فإنه لا يزال مترددا وهذا مفهوم لان الأسر التونسية مر عليها صيف حافل بالإنفاق أفقر جيوبها ورغم ذلك سيزداد كلما اقتربنا من العودة المدرسية. وتشجيعا منا للآباء الذين أرهقتهم المصاريف فإننا ساهمنا بتخفيض من 5 إلى 10 في المائة على جميع الأدوات المدرسية والكتب ما عدا الكراس الموحد (المدعم) وفي السياق ذاته تدخل السيد حامد براهمي صاحب مكتبة مبينا أن كل مستلزمات العودة المدرسية متوفرة ولا داعي للقلق والخوف ولم يطرأ أي تغيير على أسعار الكتب والكراس المدعم ورغم هامش الربح المحدود في العديد من الادوات المدرسة فإننا مكنا الحريف من تخفيضات تصل إلى حدود 20 في المائة والتي استبشر بها المواطن نور بن يونس ميري الذي لم يخف قلقه من العودة المدرسية خاصة وان الجيوب أنهكها شهر رمضان والعيد ثم جاءت العودة المدرسية فأصبح غير قادر حتى على توفير ابسط الحاجيات لأبنائه الثلاثة (واحد في الإعدادي وآخران في الابتدائي)ودخله بسيط لذلك اضطر إلى البحث عند الأهل والأقارب والأصحاب عن كتب قديمة لأنه عجز على شراء كل الكتب جديدة وهو حال اغلب الأسر بالجهة التي تعاني من ظروف مادية صعبة .ومن هنا وهناك نستطيع أن نواجه العودة المدرسية التي نأمل أن تكون في أفضل حال لأبنائنا ولإطار التدريس وللأسرة التربوية كافة.