من ناحيته عاد الشاعر علي شلفوح بالذاكرة الى سنوات الجمر وهو أحد مؤسسي حركة حزب البعث في تونس في ستينيات القرن الماضي. وتحدث عن الجانب السياسي في محاكمة المبدعين. وتوقف باسهاب عند «رابطة القلم الجديد» التي كانت له مساهمةفاعلة في تأسيسها، فهي أي (رابطة القلم الجديد) اعتبرتها «الحماية» ثم في فترة الحكم البورڤيبي غطاء ثقافيا لمشروع سياسي. ويقول في هذا الشأن الشاعر علي شلفوح : لقد نبّهنا المرحوم محمد المرزوقي حينما التقيت به والمرحوم الشاذلي زوكار قبل الاستقلال الى أن «سلطة الحماية ربما اعتبرت منظمتكم (رابطة القلم الجديد) تنظيما سياسيا لذلك أنصحكما بالابتعاد عن السياسية».
وفعلا ظلت «رابطة القلم الجديد» والكلام للشاعر علي شلفوح التي قامت بنشر الثقافة الجديدة التي تمثلت في الخمسينات وأوائل الستينات في الدعوة الى «الأدب الملتزم» الذي يعنى بهموم الجماهير الشعبية وفي الآن نفسه تدعو الى اعتبار «الكلمة» فعلا أو لا تكون ومن خلال هذا الشعار التقينا مع السياسة التي دفعتنا الى البحث أو صياغة اطار تنظيمي يستطيع احتواء طموحاتنا الفكرية والنضالية.
وخلص الشاعر علي شلفوح الى أن الصراع مع أهل السياسة كان يأخذ منحى ثقافيا تمثل في الدعوة الى الالتزام في الأدب في مواجهة (دعاة الفن للفن) الذين يمثلون دعاة النظام والسلطة اذاك فدعوة الالتزام تمثل «المعارضة» لدى النظام وحزبه السياسي.
وخلص الشاعر علي شلفوح الى التأكيد على أن التضييق على المبدعين الى حد المحاكمة لا يمكن عزل ذلك عن السياسية.