50 ألف «حارق» تونسي منذ الثورة، 1800 منهم مفقودون وموتى ! بلغ عدد الحارقين منذ الثورة الى اليوم ما لا يقل عن 50 ألف تونسي، وارتفع عدد الموتى والمفقودين الى نحو 1800 شخص وهم موزعون على نحو 1500 شخص في 2011 و280 شخصا في 2012، هذا ما ذكره رئيس المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية السيد عبد الرحمان الهذيلي أمس خلال ندوة صحفية انعقدت للحديث عن فاجعة غرق مركب «الحارقين» مؤخرا.
ولم يخف رئيس المنتدى صدمته من بطء تحرّك الحكومة التونسية تجاه الفاجعة الأخيرة التي ألمت ب«الحارقين» مساء الجمعة الماضي ولم يتنقل كاتب الدولة للهجرة الى لمبادوزا سوى يوم الاثنين الماضي، في حين ان الوزراء الايطاليين كانوا أسرع في إغاثة المنكوبين التونسيين.
لجنة تحقيق
وطالب المنتدى ببعث لجنة تحقيق متكونة من الحكومة والمجتمع المدني والجانب الايطالي لمساعدة العائلات على معرفة مصير أبنائهم المفقودين منذ سنة ونصف. وأضاف أن أكبر موجة للهجرة انطلقت منذ فيفري 2011 بجهة جرجيس شملت في أسبوع واحد 5400 «حارق» ثم انتقلت الظاهرة الى كل الشواطئ التونسية، مما جعل المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية يفتح تحقيقا بالاشتراك مع الجمعيات المختصة في الهجرة لدراسة أسباب انتشار الهجرة السرية وانتقلت لجنة التحقيق الى جرجيس والى «لمبادوزا» وخلصت الى ان تزايد الظاهرة بعد الثورة يعود الى الفراغ الأمني في تلك الفترة. كما أن الطقس في فيفري ومارس كان ملائما للإبحار خلسة بالاضافة الى أن البحّارة خلال تلك المرحلة كانوا يعانون من مشاكل مادية عديدة فوجدوا في هذه الرحلات تعويضا لخسائرهم في الصيد.
دراسة
وقد أثبتت الدراسة التي أنجزها المنتدى ان «الحارقين» هم شباب من الأحياء الشعبية التي تعاني الفقر والتهميش. كما ان 55٪ من الحارقين ينتمون الى حزام الفقر بالعاصمة (راس الطابية وحي النور والتضامن..) الى جانب المناطق الداخلية والريفية التي انطلقت منها الثورة.
عصابات
وأوضح نفس المصدر ان منظمي «الحرقة» تغيّرت ملامحهم بعد الثورة فأصبحوا من العصابات المتكوّنة من أصحاب السوابق العدلية فلم يعد اهتمامهم ينصبّ على الطقس وطاقة استيعاب القوارب خلال «الحرقة» بل أصبحوا أكثر استهتارا بقواعد السلامة والأمان خلال تنظيم هذه الرحلات السرية.
وأعلن رئيس المنتدى عن مسيرة ستنتظم صباح اليوم الخميس من طرف عائلات المفقودين والموتى الذين انتظروا أي خبر عن مصير فلذات أكبادهم منذ سنة ونصف وقد تم تنظيم هذه المسيرة بالتنسيق مع المنتدى.
وتحدث مصدر آخر من المنتدى عن حادثة غرق الزورق الذي أقلّ الحارقين من صفاقس في الليلة الفاصلة بين 6 و7 سبتمبر الماضي والذي كان يقلّ نحو 130 شخصا أنقذ منهم نحو 56 شخصا حيّا من بينهم ما بين 2 و10 نساء وأطفال وهناك حديث عن وجود رضع حسب مصدر من منظمة حقوق الانسان لكن هذا الخبر غير مؤكد بعد فلم تعد «الحرقة» حكرا على الشبان بل شملت النساء والأطفال أيضا.
وأكد مصدر من منظمة حقوق الانسان على ضرورة تغير تعامل أوروبا مع شبابنا ذلك ان السفر حق مكفول لكل انسان وأكد على ضرورة توحيد الجهود بين التونسيين والمجتمع المدني الغربي.