هو مبنى يتصدر المدخل الجنوبي لولاية سليانة, يوحي طابعه المعماري بأنه مؤسسة استشفائية غير أنه في واقع الأمر يشكو عديد النقائص في الأجهزة الطبية فضلا عن الاكتظاظ اليومي فهل من حلول؟ نظرات اليأس والحيرة مرسومة على معظم الوجوه المغادرة للمستشفى, قسم العيادات الخارجية أشبه بالصورة التي نحمل في أذهاننا عن يوم كئيب. ضجيج يصم الأذان ويحجب أصوات أنين بعض المرضى... روائح كريهة يصعب معرفة مصدرها... ظروف قد تساعد على أي شيئ إلا العلاج.
رأيت ممرا خاليا من المواطنين فأسرعت أتبين ما يحتوي. لم تكن تلك العيادة في حالة عمل فقد انطلقت الأشغال فيها منذ أكثر من خمسة أشهر ولا تزال أدوات البناء تملأ المكان حتى بعد انتهاء الأشغال.
ممرات المستشفى كأنها أزقة لأحياء عتيقة, شديدة الضيق ولا يعرف مستعملها إلى أين تؤدي.
علاوة عن الحالة المعمارية السيئة, يشكو المستشفى الجهوي عديد النقائص من ذلك مثلا أن مأوى السيارات لا يحتوي إلا على سيارة إدارية واحدة .
كما يشكو المستشفى غياب بعض الاختصاصات كطب الأعصاب, وطب الامراض الوراثية,وطب الأشعة, وطب الأمراض الجلدية.
حاولنا الاتصال بالمسؤولين لكننا لم نجد أحدا سوى كاتب عام الفرع الجامعي لنقابة الصحة السيد عبد الستار المناعي الذي فسر لنا الاكتظاظ بضيق العيادات الخارجية حيث أن المساحة التي كانت معدة لاختصاصين أصبحت اليوم تضم 11 اختصاصا دون أن يشهد البناء عملية توسعة للمكان المخصص للعيادات الخارجية.
كما يرى محدثنا أن الوضعية التي يعاني منها المستشفى لا تحتمل الانتظار ويضيف «لقد صرحنا بهذه الوضعية الكارثية لكل من كان من شأنه أن يساهم في حلها سواء من سلطة الإشراف وحتى لدى وسائل الإعلام».
مطالب العمال والإطار الطبي للمستشفى حسب ما أورده محدثنا ليست مستحيلة ولا مكلفة فقط ضمان مناخ عام يساعد على القيام بالوظيفة الاستشفائية وبعض الاهتمام بولاية عانت أكثر من 50 سنة من خدمات صحية تكاد تكون منعدمة.
وهذا ما يفسر تواتر الشكايات التي عانى أصحابها من الإهمال الطبي في ذات المستشفى أوفقدان أهاليهم لنفس السبب. لذا فطاقم العمل بمستشفى سليانة يطالب اليوم على لسان كاتب عام الفرع الجامعي للصحة «بخارطة صحية عادلة بين الجهات دونما إقصاء أوتفرقة».