أثار توجيه نحو 40 تلميذا مرتقيا الى السنة السابعة أساسي بجهة زعفرانة غضب أوليائهم بسبب توجيههم إلى مدارس إعدادية بعيدة عن المنطقة على خلاف السنوات الفارطة. حيث بدل توجيههم إلى إعدادية رقادة، وجهوا إلى إعدادية القيروان والمنصورة. المدرسة الإعدادية برقادة لا تبعد سوى 6 كلم عن عمادة زعفرانة. وبعد أن تم تعيين التلاميذ في الإعدادية علم الأولياء بتراجع الإدارة عن القرار وتوجيه ابنائهم الى مدارس إعدادية تبعد نحو 15 كلم. محمّد الخذيري بين انه كان ينتظر ان يرافق ابنه إسكندر (سابعة أساسي) إخوته الأكبر منه سنا (ياسر ونسرين) في نفس الحافلة في اتجاه رقادة. ولكنه عندما ذهب للترسيم تم إعلامه بقرار تحويله إلى إعدادية أبعد مسافة.
كما اعتبر الخذيري هذا الإجراء غير منصف في حق تلاميذ زعفرانة وأنها بدعة جديدة من المندوبية حسب قوله وان كافة أبنائهم يتوجهون سابقا لرقادة وأشار أن قرار التعيين لم يأخذ بعين الاعتبار المسافة البعيدة لأبناء الأرياف عن محطة الحافلة خاصة منهم أولاد سعد والقواسم والبراهمية والحوامد وقال «كيف لتلميذ أن يخرج باكرا في الشتاء حاملا محفظته ويعبر حوالي 4 كلم تحت برودة الطقس وأحيانا تحت أمطار غزيرة ليصل المحطة ومن بعدها يتجه إلى القيروان 17 كلم عوضا عن رقادة 7 كلم». خاصة وان تلاميذ السنة السابعة صغار السن ويحتاجون الى من يرافقهم من أشقائهم.
وأكد الولي مانع القاسمي بدوره أنه سيحاول بكل السبل تصحيح الخطإ كما سماه واستبعد تدريس ابنه في وسط مدينة القيروان لعدة أسباب لعل أهمها أنه يريد الدراسة مع شقيقته التي تدرس في رقادة. كذلك تساءل عن أوقات الراحة خاصة في منتصف النهار اين سيذهب ابنه لأن ابناء المدينة سيتنقلون لمنازلهم في حين ان ابنه من المتوقع ان يبقى يتسكع، وقال إنه يفضل انقطاع إبنه عن دراسته خوفا على حياته من مخاطر الطرقات والمنحرفين في محيط المؤسسات.
وباتصالنا بالسيد أحمد العامري مدير إعدادية رقادة، أكد ان سبب عدم قبول التلاميذ بالمدرسة هي محدودية طاقة الاستيعاب. وبين أن بالمدرسة 10 أقسام فقط لا يجب أن يفوق عدد التلاميذ في كل قسم 28 مبينا أن المندوبية وجهت التلاميذ في البداية وفق معطيات معينة تتعلق بالبنية وعدد القاعات والأقسام، لكن تم التراجع عن توجيه التلاميذ وتوجيههم الى مدارس أخرى اكثر شغورا وبين أنها لا تبعد كثيرا وهي على بعد 10 دق على متن الحافلة.
ويبدو ان هذا الموضوع سيخلق معضلة في ظل غياب المرونة والإقناع.