المطالبة باستقالة وزير الداخلية وتكوين حكومة إنقاذ وطني عنوانان بارزان للندوة الصحفية الدورية التي عقدها الحزب الجمهوري صباح أمس بمقر جريدة الموقف والتي كشف فيها السيد ياسين ابراهيم موقف الحزب منهما. اعتبر السيد عصام الشابي القيادي في الحزب الجمهوري ان الندوة الصحفية الدورية للحزب تعقد في ظل أوضاع أمنية خطيرة أفرزتها تداعيات أحداث الجمعة الماضي أمام مقر السفارة الأمريكية بمنطقة البحيرة وهي أحداث وصفها «بالكارثية وتجاوزت كل حدود حرية التعبير والتظاهر وهي محاولة لفرض منطق القوة وإدخال البلاد في نفق مظلم».
استقالة وزير الداخلية فورا
أرجع عصام الشابي النتائج الكارثية لمسيرة الجمعة إلى تقصير امني كبير غابت عنه الإجراءات الاحترازية من طرف قوات الأمن القادرة حسب رأيه على الردع بكل قوة كما كانت سابقا لو توفرت لها الإرادة السياسية والقرار السياسي كمنع السلفيين من الوصول الى مقر السفارة واعتبر الشابي ان الحكومة الحالية تتحمل مسؤولية التأخير في معالجة التطرف والعنف ودفعت ثمنا باهظا لذلك نتيجة تراخيها وتسامحها مع المجموعات المتطرفة وأضاف الشابي « انطلاقا من تداعيات أحداث الجمعة لا يمكن ان يبقى الملف الامني كما هو عليه ولا بد من قيادة جديدة لوزارة الداخلية».
الحزب الجمهوري وعلى لسان عصام الشابي يطالب باستقالة فورية لوزير الداخلية واختيار شخصية غير حزبية على رأسها تضمن الحياد وبناء امن جمهوري قائلا « لا يمكن الحديث عن انتخابات نزيهة ودستور جديد في ظل انخرام الامن فمصلحة تونس تقتضي اتخاذ هذا الإجراء فورا والقضية لا تتعلق بشخصية علي لعريض بل بفشل أمني» ولم يستبعد عصام الشابي فكرة سحب الثقة من وزير الداخلية من طرف المعارضة داخل المجلس التأسيسي في صورة عدم استجابة الترويكا او الوزير لمطلب الاستقالة.
الانقاذ الوطني
الحزب الجمهوري جدد دعوته خلال الندوة الصحفية الى حكومة انقاذ وطني نظرا لفشل الحكومة الحالية كما جاء على لسان عصام الشابي وذلك على قاعدة برنامج إنقاذ بعيدا عن المحاصصة الحزبية او اقتسام الحقائب بين الاحزاب فالبلاد كما قال « البلاد في حاجة إلى كفاءات وطنية وحكومة تكنوقراط تدعمها الأحزاب السياسية حتى وان لم تشارك فيها».
السيد ياسين ابراهيم تحدث خلال الندوة الصحفية عن إصلاح المسار الانتقالي بعد 23 اكتوبر من خلال روزنامة واضحة المعالم وخاصة في ما يتعلق بالهيئة المستقلة للانتخابات والقانون الانتخابي مع ضرورة المحافظة حسب قوله على الأداء الجيد للحكومة من اجل وضع اقتصادي واجتماعي مريح وخاصة المحافظة على صورة تونس في الخارج التي تؤثر كثيرا في الوضع الداخلي.
كما اشار الى الدعوة التي وجهها الحزب الجمهوري والمسار الاجتماعي الديمقراطي ونداء تونس من اجل حوار وطني لحل ازمة ما بعد 23 اكتوبر كما وصفها واعتبر ان المقترح مازال قائما وفي انتظار ردود بقية الاحزاب الواضحة بعيدا عن التصريحات الإعلامية هنا وهناك.
مية الجريبي ترفض
رفضت مية الجريبي الإجابة على أسئلة الصحافيين خلال الندوة الصحفية وفوضت الامر للسيد عصام الشابي وكذلك فعل السيد سعيد العايدي لما طلب منه الشابي الصعود على المنصة غير أنّ مية الجريبي استجابت لطلبات الإعلاميين بعد الانتهاء من الندوة الصحفية.