افتتحت كما هو معلوم السنة الدراسية أبوابها يوم 17 سبتمبر الجاري وعاد التلامذة الى مقاعدهم يحدوهم أمل كبير في تحقيق النجاح وكسب المعرفة لكن يبدو ان هذه السنة الدراسية تواجه بعض الصعوبات التي لاحت منذ الأيام الأولى. «الشروق» تجولت بين بعض المؤسسات التربوية بوسط المدينة وأريافها ورصدت آراء التلامذة والاولياء والمربين وهي أطراف ثلاثة تكمل بعضها البعض كما كان لنا لقاء مع المندوب الجهوي للتربية الدكتور منور النصري.
بلغ عدد التلامذة بالمرحلة الثانوية لهذه السنة حسب المندوب الجهوي للتربية السيد منور النصري 40.631 تلميذا توزعوا بين 20.543 في التعليم الاساسي و20.080 في الثانوي يتوزعون على 1567 فصلا منهم 409 اقسام باكالوريا أما عدد الاساتذة فقد بلغ الى حد الآن 3195 أستاذا وهو عدد لا يغطي حاجيات هذه المؤسسات لذلك فان الادارة في حاجة الى 112 أستاذا آخرين في شعب التاريخ والجغرافيا والفيزياء والفرنسية وتنتظر انتدابهم لسد الفراغ الحاصل أما التعليم الابتدائي فقد بلغ عدد التلامذة 53.007 تلاميذ بما فيهم اقسام التحضيري (1572 تلميذا) وبلغ عدد المعلمين المباشرين لهذه السنة 3141 معلما وهو عدد لا يغطي الحاجيات والادارة تحتاج الى 172 معلما آخرين ومن أبرز الصعوبات التي تحدث عنها المندوب هو تواصل التدريس بنظام الفرق في التعليم الابتدائي (72 مدرسة تعمل بهذا النظام هذه السنة) وبالتالي فإن الوزارة مدعوة الى الانتباه الى ذلك باعتبار أن ذلك لا يوفر أجواء ملائمة للمعلم للعمل بأريحية كما أشار الى حذف الوزارة ل16 قسما تحضيريا بتعلة عدم الاستجابة للعدد الكافي فوق 10 تلاميذ.
مشكلة أخرى ألقت بظلالها على انطلاق هذه السنة الدراسية في المدرسة الابتدائية الشابي بوسط المدينة وهي اتهام بعض الاولياء على غرار جلولي مدايني وسلوى بوعزي وآخرين وجدناهم بصدد الاحتجاج على مدير المدرسة ويتهمون المعلمين بالتقاعس وكثرة الغيابات في السنة الماضية وينبهون من مغبة العودة الى ذلك خلال هذه السنة مما جعل البعض يحول وجهة ابنائه الى مدارس أخرى مما كاد يفرغ هذه المدرسة حيث عاينا فرقا لا تتجاوز 10 تلاميذ في الوقت الذي يتكدس فيه التلامذة على بعضهم البعض في المدرسة الابتدائية الشرقية لكن هذه الاتهامات رد عليها المدير السيد صلاح الدين الحولي الذي لاحظ ان الغيابات في صفوف الاطار المدرس واردة وتكون اما لأسباب مرضية او اجازات طويلة وبالنسبة للغياب الثاني يقع تعويض المعلم بآخر عن طريق التعاقد (النيابات) ولكن الاولياء يرفضون المعوض ويمنعون ابناءهم من ارتياد المدرسة كما أشار الى تعمد بعض التلامذة الاعتداء بالألفاظ النابية عليه بل وتعمد تلامذة آخرون شرب الخمر تحت سور المدرسة وأمام المدخل الرئيسي في تحد صارخ له وللمعلمين كما أشارت المعلمة حسناء بوعلاقي الى انعدام السيطرة على التلميذ حيث عادة ما يرفض الدخول الى الفصل وطالبت بدوريات أمنية أمام المدرسة لوقايتها من شر تلامذتها المنحرفين وأضافت ان بعض الاولياء دائما ما يهددونهم بإلحاق ابنائهم بمدارس أخرى وذكرت أنهم عادة ما يتعرضون الى الاعتداء حتى بالأسلحة البيضاء وحصل ان تم تهديد المدير بسكين من قبل تلميذ من أجل شهادة مدرسية ودعت الى التوزيع العادل للتلامذة على المدراس باعتماد شهادة الاقامة لأن مدرسة الشابي تواجه غلق أبوابها إذا استمرت ظاهرة نقل التلامذة الى مدارس أخرى.
وتعاني أغلبية مدارس ولاية القصرين من نقص في التجهيزات وعدم حماية من الخارج بواسطة سور يحميها من الحيوانات على غرار المدرسة الابتدائية بحاسي الفريد التي تبعد عن القصرين 40 كيلومترا وبوزقام وهي مدارس تفتقد لأبسط الضروريات من تنوير كهربائي وماء صالح للشراب مثل ما هو الحال للمدرسة الابتدائية بخنقة الجازية البعيدة عن مركز الولاية 60 كيلومترا والتي زارتها الشروق ورصدت مآسيها حيث يعاني تلامذتها من عدم وجود الماء ويضطرون الى شرب مياه الماجل الملوثة بالحشرات وكذلك المدرسة الابتدائية الشابي بوسط مدينة القصرين التي تفتقد الى التنوير نتيجة انقطاع الكهرباء عنها وحالة مراحيضها السيئة وهي أوضاع لا تشجع على العمل وكسب المعرفة.