استؤنفت التظاهرات ضد الفيلم المسيء للاسلام التي أججها نشر صحيفة فرنسية لرسوم كاريكاتورية للنبي محمد أمس في شرق العالم الاسلامي بينما حالت الاجراءات الأمنية المشددة دون عودة المتظاهرين في «الغرب». أعلنت السلطات الفرنسية أمس الجمعة، أنها لن تسمح بتنظيم احتجاجات في الشوارع على خلفية الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد التي نشرتها مجلة «شارلي إبدو» الأسبوعية.
وقال وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس، إن مديري أجهزة الشرطة في شتى أنحاء البلاد تلقوا أوامر بمنع أي احتجاجات على هذا الأمر والتعامل مع من يخالف هذا الحظر.
وأضاف وزير الداخلية، في مؤتمر صحفي في مدينة مرسيليا بجنوبفرنسا: «لن يكون هناك أي استثناء.. المظاهرات محظورة وستفض».
تضييقات واحتجاجات
وأغلقت السفارات والمدارس والمراكز الثقافية الفرنسية في حوالي 20 بلدا مسلما بعد نشر الرسوم. وفي باريس كانت الشرطة أمس على أهبة الاستعداد بعد حظر احتجاجات خططت لها بعض الجماعات الإسلامية. وفي باكستان قتل شخص وجرح 14 آخرون على الاقل في صدامات بين الشرطة ومتظاهرين في مدينة بيشاور شمال غرب باكستان، كما ذكر مصدر في احد المستشفيات. والقتيل سائق في قناة «اري تي في» التلفزيونية الباكستانية. كما أضرم متظاهرون غاضبون النار في اثنتين من دور السينما في مدينة بيشاور شمال غرب باكستان في بداية يوم الاحتجاج على الفيلم المسيء للاسلام، كما ذكرت الشرطة ومتظاهرون.
واندلعت صدامات على نطاق ضيق أيضا في روالبندي، المدينة التوأم لاسلام أباد، كما قال مصور لوكالة فرانس برس. وكان خمسون شخصا أصيبوا بجروح الخميس في اسلام أباد في تظاهرة جديدة احتجاجا على الفيلم المسيء للاسلام. وشددت التدابير الأمنية أمس في كبرى مدن باكستان في «اليوم عشاق الرسول» الذي أعلنته الحكومة ردا على بث فيلم «براءة المسلمين» المسيء للاسلام. وفي أندونيسيا تظاهر عشرات الاشخاص أمام مقار شركات أمريكية وبعثيتن قنصليتين فرنسية وأمريكية للاحتجاج على الفيلم ونشر الرسوم الكاركاتورية. ففي ميدان في إقليم سومطرة في الشمال، أحرق عشرات من أعضاء «حزب» جبهة المدافعين عن الاسلام»، العلم الامريكي أمام قنصلية الولاياتالمتحدة ورفعوا لافتات كتب عليها «من يهين النبي محمد يستحق الموت» و«اسرائيل وأمريكا دولتان ارهابيتان». كما تظاهر حوالى مائتي شخص أمام قنصلية فرنسا في سورابايا (شرق جاوة) وهم يهتفون «الموت لأمريكا الموت لفرنسا». وقال احد الخطباء وسط هتافات التكبير «ندعو أمريكا وفرنسا الى الكف عن اهانة رسولنا».
وأغلقت كل البعثات الدبلوماسية الامريكية والفرنسية في اندونيسيا وحوالى عشرين بلدا اسلاميا الجمعة في اجراء وقائي. وكانت صدامات جرت بين قوات الامن ومتظاهرين في هذا البلد هاجموا مطعما من سلسلة «ماكدونالدز» الامريكية. ويخشى الغربيون وعلى رأسهم فرنسا ان يزيد نشر الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد التوتر ويؤدي الى فلتان جديد خصوصا أيام الجمعة وذكرت وزارة الخارجية الفرنسية ظهر أمس انه لم يسجل اي حادث لدى بعثاتها ومصالحها ولا لدى رعايا فرنسيين في الخارج. وقررت السلطات الفرنسية ابقاء سفاراتها وقنصلياتها ومدارسها في حوالى عشرين بلدا عربيا او اسلاميا مغلقة. ودعا وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان الرعايا الفرنسيين الى البقا في بيوتهم أمس الجمعة واكد انه «مهتم» بأمر الجنود الفرنسيين في أفغانستان ولبنان.
غضب في لبنان
كما أقفلت المدارس والمراكز الثقافية الفرنسية في لبنان أمس تخوفا من حصول تجاوزات في التظاهرات والتجمعات التي دعي اليها احتجاجا على الاساءة للاسلام. وشهد لبنان أمس تظاهرات واعتصامات نددت بالاساءة الى النبي محمد عبر فيلم «براءة المسلمين» والرسوم الكاريكاتورية تخللها احراق أعلام اسرائيلية وأمريكية. في بعلبك في شرق البلاد، سار الاف المتظاهرين بناء على دعوة من الامين العام لحزب الله حسن نصر الله لتنظيم سلسلة تظاهرات احتجاجا على الفيلم الذي وصفه بانه «اخطر الاساءات» الى الاسلام في العقود الاخيرة.
وحمل المتظاهرون اعلاما لبنانية واعلام الحزب الشيعي الصفراء، وساروا على وقع اناشيد «لبيك محمد لبيك». وهتفوا «أمريكا أمريكا أنت الشيطان الأكبر»، و«اسرائيل اسرائيل عدوة المسلمين».
وشارك فلسطينيون من مخيمات منطقة بعلبك في التظاهرة، بحسب مراسل لوكالة فرانس برس. وفي صيدا (جنوب)، ناشد امام مسجد القدس الشيخ ماهر حمود المملكة العربية السعودية وجامع الازهر «اصدار فتوى بهدر دم كل من شارك في الفيلم «المسيء الى المسلمين».