عقد مدير دار الثقافة في نهاية الأسبوع الفارط اجتماعا قصد تكوين هيئة توافقيّة للمهرجان بعد سعي اقتصر فيه على دعوة المعتمد ورئيس النّيابة الخصوصيّة وتنسيقيّتي الجمعيّات وممثل عن كلّ من حزب حركة النّهضة وحزب المبادرة. كما حضر ممثل عن مؤسّسة موّلت الجمعيّة الّتي أدارت المهرجان في السّنة المنقضية وأشخاص يحسبهم المدير من المثقّفين أمّا البقيّة فحضرت بدافع الفضول أو الصّدفة...
اِتّسمت الأجواء بالتّوتّر ورفض السّيّد طارق عبودة رئيس جمعيّة المهرجان الدّولي للزّيتونة ومدير المهرجان في الدّورة الفارطة الجلوس إلى طاولة الحاضرين معلّلا موقفه بتغيّب السّيّد المعتمد، وبعد تدخّل أحد المقرّبين منه لإقناعه حضر الجلسة وتناول مدير دار الثقافة الكلمة ليوضح أنّ هاته الجمعيّة لا تحظى بالاجماع وردّ رئيس الجمعيّة مبينا أنّ الهدف من تأسيسها كان إنقاذ المهرجان خاصّة بعد حلّ اللّجان الثقافيّة وعزوف الجميع عن تقديم يد العون وبيّن حجم المعاناة الّتي تحمّلها لإنجاح الدّورة الّتي تمت بشقّ الأنفس مؤكّدا عدم رغبته في احتكار المهرجان، وموضّحا أنّ تحديد مبلغ 25 د كمعلوم انخراط في الجمعيّة وسيلة لانتقاء عناصر ترغب فعلا في العمل الثقافيّ كما كشف عن عدم رغبة مدير دار الثقافة في التّعاون معه منذ البداية لإنجاح الدّورة وأضاف أنّه رفض تمكينه من مقرّ المهرجان وتعرّض إلى الابتزاز من طرف أحد أصدقاء المدير. وكتعقيب على ما ذكره رئيس الجمعيّة وردّا على سؤال ابن أخ مدير دار الثقافة حول شرعيّة مقرّ المهرجان بيّن أمين مال الجمعيّة أنّ الهيئة لها كلّ الأحقّيّة في استغلال المقرّ بمقتضى ترخيص قانونيّ وعرض التّقرير الماليّ نزولا عند رغبة من طلب ذلك... جرت كلّ النقاشات دون تنظيم أو احترام لآداب الحوار إلى أن تدخّل ممثل المؤسّسة السّيّد منصف فرادي مشيرا إلى عدم علمه بموضوع الاجتماع واقترح تعيين رئيس جلسة ينظّم الحوار والمداخلات. فتمّ الأخذ برأيه وأثناء النّقاش الّذي تشنّجت فيه الأعصاب تدخّل السّيّد خالد شوشان أحد المنخرطين بجمعيّة المهرجان للزّيتونة متوجّها بالخطاب إلى رئيس الجمعيّة ليذكّره بعدم شرعيّة الجلسه في غياب معتمد الجهة ورأى أنّ الرئاسة من مشمولات المعتمد وبعد إصراره تصدّى له شقيق مدير الدّار لتعمّ الفوضى وتبتعد أجواء الجلسة عن الأطر الثقافيّة؟؟ وبفتح باب التّدخلات أماط أحد المتدخّلين المتتبّعين لشأن المدينة اللّثام عن سرّ إبطال المعرض التّجاريّ لمهرجان المدينة المنقضي الّذي انتصب بألواحه القصديريّة حذو دار الثقافة ممّا أثار حفيظة إسكافيّ ومن معه ليأمر بإزالة وحدتي عرض لأنّهما أفسدتا عليهم أجواء السّمر وحجّته في ذلك دعم أحد جلاّسه لمهرجان المدينة بمبلغ يقلّ أو يربو عن خمسة آلاف دينار فما كان من مدير الدّار إلاّ الرّضوخ وفشل المعرض وفكّت الألواح ورضخت الثقافة في القلعة الكبرى لسلطة الإسكافيّ ولمّا اعترض المدير على كلام المتدخّل برّر الابطال بعدم إقبال التّجّار عندها ردّ عليه بكلّ ثقة أنّ لكلامه شهودا تؤكّد صحّة ما ذهب إليه كما لفت انتباه الجميع إلى أنّ دار الثقافة أصبحت مغارة ترى المتسلّلين يدخلونها دون معرفة ما يحدث وتساءل عن شروط دعوة المدير إلى عقد هذا الاجماع ومبرّارته، وقد كان التّلاسن سيّد الموقف خلال هذه الجلسة التي حادت عن مسار بدا منذ البداية معوجّا تكتنفه الحواجز النّفسيّة والتّجاذبات.