رابح سعدان: لم أتوقع الفوز على مصر... محسن صالح: أتحمل مسؤولية الهزيمة... بعد تعادل المنتخب الجزائري ضد الكامرون في اللقاء الافتتاحي لم يبق أمام زملاء جمال بلماضي الا تأكيد الوجه المتميز الذي لاحوا به ضد بطل افريقيا لان أية نتيجة أخرى وخاصة الهزيمة قد تقصي ابناء رابح سعدان نهائيا. لذلك كانت النتيجة بالنسبة للمنتخب الجزائري مسألة مصيرية حتى لا يكون الضحية الثانية بعد الزمبابوي لهذه المجموعة ومنذ بداية اللقاء أظهر اللاعبون الجزائريون روحا قتالية عالية ومنعوا «الكتيبة» المصرية من فرض سيطرتها بالكامل الى أن تمكّن معمر الميموني من افتتاح النتيجة. المنتخب الجزائري أكد من خلال نتيجة مساء أول أمس أنه سيكون له شأن خلال هذه النهائيات لأن دفاعا ممتازا ينتج فريقا ممتازا بالضرورة. وقد تحمل هذا المنتخب الضغط الجنوني الذي فرضه «الفراعنة» طوال اللقاء وخاصة في أواخر الشوط الأول وطيلة الشوط الثاني حيث كان الجزائريون مجبرين على الدفاع ب10 لاعبين أي بكامل المجموعة لتغطية النقص العددي الذي تسبب فيه إقصاء صاحب الهدف الافتتاحي معمر ميموني ورغم كل المحاولات المصرية والتغييرات التي اعتمدها المدرب محسن صالح فان الجزائريين كانوا صامدين قبل أن تتوفر لهم الضربة الماضية في وقت قاتل عن طريق البديل حسين عاشيو. هل هي المفاجأة؟ لا يمكن الحديث عن المفاجأة عندما يتعلق الأمر بمنتخبين عريقين وقويين رغم أنه على الورق كان المنتخب المصري هو الافضل والأقرب للفوز ولكن ما حصل هو ان المنتخب الجزائري كان يلعب على عدة أوراق خفية، ثم ان الجزائريين استعدوا جيدا لهذا اللقاء بالذات وبصفة خاصة وهذا ما يفسر الروح القتالية حتى بعد قبولهم لهدف التعادل. والأكيد ان الصراع سيكون على أشده بين المنتخبات الثلاثة في الجولة الثالثة والمنتخب الحزائري هو الأقرب الى الترشح صحبة المنتخب الكامروني في صورة الانتصار على منتخب الزمبابوي اما المنتخب المصري فهو مطالب بالانتصار أمام الكامرون لان التعادل لن يكفيه للمرور. ماذا قال المدربان؟ رابح سعدان (مدرب الجزائر) كان مبتهجا وصرح قائلا: «كان همنا في بداية الامر الصمود امام المنتخب المصري الذي كان مطالبا بالانتصار قصد ضمان مروره للدور الموالي قبل مواجهة المنتخب الكامروني وعلى ضوء نتيجة فريقي الايجابية في الجولة الاولى لمست ضغطا نفسانيا كبيرا كان مسلطا على لاعبينا من قبل الجماهير الجزائرية التي تحولت الى ملعب سوسة بأعداد وافرة والتي طالبت بنتيجة ايجابية ثانية وهذا حقها المشروع. المهم بفضل الروح الانتصارية لعناصرنا نجح منتخبنا في تحقيق فوز لم أكن شخصيا أتوقعه خاصة في ظل السيطرة التي فرضها المنتخب المصري في أغلب فترات المقابلة ثم بعد اقصاء لاعبنا معمر ميموني، ولا أخفي عنكم اننا في ظل المستجدات التي عرفتها المباراة كان هدفي التعادل الذي يبقي على حظوظ ترشحنا الا ان تألق مهاجمنا حسين آشيو جاء ليتوج الروح الانتصارية للمجموعة وهو انجاز لا يجب ان يحجب عنا عديد النقائص التي تتطلب المعالجة. ومن جهته كان محسن صالح مدرب مصر هادئ الطبع... وتميز بقدرة عجيبة على اخفاء احساسه بالخيبة... بعد الهزيمة ضد المنتخب الجزائري... وفي تحليله لهزيمة فريقه قال بنبرة كلها مرارة «بداية أتقدم بالتهنئة الحارة الى زميلي رابح سعدان مدرب المنتخب الجزائري الشقيق بهذا الفوز وأتمنى لفريقه الاستمرار في هذه النهائيات، أما بخصوص المقابلة، في حد ذاتها فان السيطرة لا تعني ضمان الانتصار خصوصا إذا أطنب لاعبو الهجوم في إضاعة فرص سهلة كالتي فوتها فريقي... عموما أتحمل مسؤولية الهزيمة فريقي كاملة لأن التغييرات التي قمنا بها لم تؤت أكلها بل عادت علينا بالوبال من ذلك أننا أهملنا التغطية الدفاعية اللازمة وهي الثغرة التي أحكم استغلالها المنتخب الجزائري الشقيق في وقت قاتل حيث عرف كيف «يفتك» الانتصار، ومرة أخرى هنيئا له... أما بخصوص منتخب مصر فمصيره أصبح رهن الانتصار في المباراة الثالثة ضد المنتخب الكامروني ومهمتنا وان تبدو صعبة للغاية فإنها ليست مستحيلة لان كرة القدم ليست علما صحيحا». أفراح حتى الصباح حتى تتصوروا نكهة الفرحة... وحتى تجنحوا مثلما جنح لاعبو ومرافقو وجمهور المنتخب الجزائري من فرط الغبطة... وحتى تعرفوا حجم الفرحة التي اعقبت مباراة الخميس يجب ان تكونوا قد عشتم الاجواء التي شهدت مدينة سوسة حيث يوجد الاشقاء الجزائريون... لقد كانت بحق فرحة كبرى شهدتها مختلف شوارع وشرايين جوهرة الساحل حتى الساعات الأولى من صباح اول أمس. أفراح الجزائريين لم تقتصر على الجماهير التي تجشمت مشاق الحضور الى مدينة سوسة فقط بل عرضت القناة الثالثة للتلفزيون الجزائري مباشرة بعد انتهاء اللقاء مع مصر مشاهد وروبرتاجات حية صورت مظاهر الفرحة بالانتصار خاصة في العاصمة الجزائر وفي مدينة وهران. «برافو» لبشير بلحاج يحي كلمة حق وعرفان لابد لنا من توجيهها الى السيد بشير بلحاج يحيى رئيس لجنة الاعلام باللجنة الجهوية لتنظيم نهائيات كأس افريقيا تونس 2004 بسوسة وذلك هو أضعف الايمان نظير المجهودات الجبارة التي بذلها ومساعديه من أجل مساعدة الاعلاميين بمختلف اختصاصاتهم على آداء مهامهم في أفضل الظروف مع الحرص الشخصي على تذليل الصعوبات التي اعترضت البعض منهم... فمرة أخرى نقول ان كلمة «برافو» استحقها السيد بشير بلحاج يحيى ولو أن إرضاء الجميع غاية لا تدرك. مغادرة فعودة جحافل الجماهير الجزائرية التي توافدت تباعا طيلة الأيام القليلة الماضية على مدينة سوسة لمؤازرة منتخب بلادها أدخلت حركية غير عادية على جوهرة الساحل الا ان حلول عيد الاضحى المبارك دفع بجانب من هذا الجمهور الى مغادرة سوسة باتجاه الجزائر ثم العودة اليها لمتابعة بقية النهائيات.