الجزائر : لونيس غواوي سمير بلوفة سليم العريبي يازيد منصوري بحيى عنتر معمر ماموني كريم زياني (ابراهيم زافور) منصور بتبوت عبد الملك شراد نصر الدين كراوش (فوضيل حجاج) وجمال بلماضي (حسين عاشيو). الكامرون : إدريس كاميني جون جوال دومبي بيل تشاتو (أتو باتيموتي) ريغوبير صونغ موديست مبامي نجيتاب جيريمي صاموال إيتو باتريك مبوما لوسيان ميتومو محمدو إدريسو (دانيال أرماند) ودجيمبا دجيمبا. * تحكيم : كوفي كودجا (البينين) بمساعدة درامان دانتي (مالي) وتوفيق العجنقي (تونس) حكم رابع : علي بوجسيم (الامارات). قدم المنتخب الجزائري الشقيق مساء أول أمس الأحد مباراة متميزة وليست ممتازة بالمفهوم الحقيقي للكرة أمام بطل افريقيا في الدورة الماضية ونعني به المنتخب الكامروني. ورغم أن متعة التعادل قد جرفت العناصر الجزائرية والآلاف من جماهيره الحاضرة بالملعب الأولمبي بسوسة إلا أننا نود أن يتقبلوا هذه الملاحظات بكل روح رياضية خاصة أن القاسم المشترك هو حب الخير للمنتخبات العربية المشاركة.. وبالتالي فإننا نتحدث عن منطقة وسطى بين العقل والقلب حتى لا نساهم من موقعنا في «تغظية عين الشمس بالغربال». المتأمل في لقاء مساء الأحد الماضي يقف عند ثلاث حقائق رابعها المنطق الأولى تتعلق باللياقة البدنية والثانية بالسرعة سواء كصفة أو كصيغة والثالثة بالجانب النفسي.. فالمنتخب الجزائري لم ينه المباراة بنفس النسق الذي دخله بها مما مكّن المنتخب الكامروني سواء في الشوط الأول أو في الشوط الثاني من العديد من المساحات والكرات الضائعة التي كادت أن تكلف أبناء رابح سعدان غاليا.. الحقيقة الثانية أنه بقدر ما يحتاج المنتخب الجزائري الى لاعبين ذوي أرجل صلبة ولياقة بدنية ممتازة يحتاج أيضا الى لاعبين يسابقون الريح سرعة. أما الحقيقة الثالثة فهي تخص الجانب النفسي من ذلك أن عناصر المنتخب الجزائري واجهوا أول أمس نظراءهم في المنتخب الكامروني بشيء من التخوف والرهبة. ضربة جزاء.. ياكودجا..! نعم منذ الدقيقة السابعة صار المنتخب الكامروني يبحث عن مخرج لانذار جدي رفعه في وجهه المهاجم الجزائري عبد الملك شراد الذي تابع كرة مرتدة الى الحارس كارلوس كاميني قبل أن يقع اسقاطه من طرف هذا الأخير في المناطق المحرمة ويطالب اللاعبون الجزائريون بضربة جزاء واضحة وشرعية الا أن الحكم البينيني كوفي كودجا رفض ذلك وقام بإنذار زميلهم بدعوى التمويه. نفس هذا الحكم حرم المنتخب الجزائري من ضربة جزاء ثانية في الشوط الثاني لما لمست الكرة يد المدافع ريغوبار صونغ. موازين متباينة المباراة انطلقت تكتيكية بحتة من الجانب الجزائري ونفساني من الجانب الكامروني. ففي الوقت الذي اختار فيه المدرب رابح سعدان محاصرة لصيقة على الماكر «إيتو» ونصف لصيقة على الرئة التي لا تكل «دجيريمي». كانت ماكينة الكامرونيين تدور بطريقة فيها الكثير من الثقة في النفس فقط من أجل إدخال الرعب في صفوف المنافس والظهور بمظهر ذلك المنتخب الذي لا يقهر خاصة أن المنافس لا خوف منه، ونظرا لتباين موازين القوى لم يكن أمام الجزائريين للحد من خطورة الكامرونيين المتواصلة سوى اللعب على امكاناتهم مع احكام التغطية الدفاعية المكثفة والمراهنة على الهجمات المرتدة التي كانت رغم قلّتها محرجة للخط الدفاعي الكامروني المندفع بدوره الى الأمام من أجل معاضدة الهجوم وبالتالي خلق التفوق العددي بحثا عن طريق الشباك وهو الأمر الذي لم يتجسم الا قبل دقيقتين من انتهاء الشوط الأول. دقائق ساخنة * الشوط الأول : * دق 7 : سوء تقدير من الحارس الكامروني كاميني في اقتناص كرة مرتدة أمام المهاجم عبد الملك شراد ليقع اسقاط هذا الأخير بطريقة غير شرعية في المناطق المحرمة الا أن الحكم لم يعلن عن ضربة جزاء واضحة بل سارع بإنذار المهاجم الجزائري بدعوى التمويه. * دق 15 : فرصة جدية لروبار صونغ لافتتاح النتيجة والحارس الجزائري الغواوي يتدخل ويبعد الخطر. * دق 22 : لوحة فنية رائعة قام بها المهاجم الخطير صاموال إيتو عند ما اخترق كامل دفاع المنتخب الجزائري مراوغا أربعة لاعبين وعلى مستوى خط 18 مترا سدد فوق المرمى رغم موقعه الممتاز للتسجيل. * دق 42 : تصويبة مقصية على الطائر للمهاجم ايتو كادت أن تأتي بالهدف الأول ومرة أخرى لم تكن تصويبة هذا اللاعب مؤطرة. * دق 43 : المهاجم العملاق مبوما يفتتح النتيجة بتصويبة رأسية صائبة اثر تلقيه لتوزيعة مليمترية من زميله جيريمي الخالي من كل رقابة (1/0). عزيمة الجزائريين قياسا بالسيطرة الميدانية التي فرضها الكامرونيين في الشوط الأول انتظرنا الفترة الثانية لمشاهدة بقية أهدافهم لكن كل الآمال سقطت في الماء خاصة أن محاولات «إيتو» ورفاقة كانت عقيمة خصوصا بعد الانقلاب الايجابي في مردود المنتخب الجزائري الذي عدل أوتاره على مستوى القطاع الأوسط لتتدعم التغطية وقطع الكرات مقابل توفير حلول أفضل لخط الهجوم وهو ما تجسم مع مطلع الدقيقة حين توصل البديل ابراهيم زافور الى التعديل (1/1). * الشوط الثاني : * دق 51 : ركنية للمنتخب الجزائري أخفق الدفاع الكامروني على اثرها احكام التغطية وابراهيم زافور بتصويبة أرضية قوية يعدل النتيجة (1/1) ويعطي منطلقا آخر للقاء. * دق 69 : ركنية للمنتخب الكامروني وكرة اللاعب مامادو الرأسية تصطدم بالعارضة وتفوت فرصة اعطاء الأسبقية للأوسود. * دق 70 : تبادل سريع للكرة بين مبوما وايتو وهذا الأخير ينطلق وجها لوجه مع الحارس الجزائري لونيس غاواوي الذي تدخل في الوقت المناسب ويحرم المهاجم إيتو من فرصة مضاعفة النتيجة. بكل ندية بعد حصول المنتخب الجزائري على حق التعديل أصبح اللعب هو الآخر متعادلا مع تفوق نسبي للكامرونيين الذين بمرور الدقائق انطلقوا كليا للهجوم بحثا عن الهدف الثاني الذي لم يأت بفضل استماتة الجزائريين بل الذين قاموا ببعض العمليات التي حيّرت بطل افريقيا في الدورة الماضية وحكمت عليه باللهث وراء النتيجة لاعتقاده الراسخ أن التعادل هو بمثابة الهزيمة كيف لا وهو المدجج بنجوم تعد عالمية قياسا بتشكيلة رابح سعدان. المنتخب الجزائري قادم أمام الكامرون شىء وحيد التصق بدماغي بعد 90 دقيقة من معيار كروي «ذوق 24» شيء وحيد يقول ماذا ينقص المنتخب الجزائري ليقنعنا منذ الآن بأنه سيكون معنيا بهذه الكأس الافريقية شأنه شأن «كبار» القارة؟ ربما جاء السؤال من فيض تفاؤل بنتيجة التعادل لكن لا نريد جوابا ينبع من فيض تشاؤم.. لأن هذه هي البداية ومازال مازال... محمد باللطيفة قالوا عن المقابلة * رابح سعدان (مدرب المنتخب الجزائري) : في هذه المباراة الافتتاحية أظهرالمنتخب الجزائري امكانات واعدة من المؤكد أنها ستكون مع مرور المواجهات أفضل بكثير والتعادل أمام المنتخب الكامروني سيكون لنا حافزا معنويا مهما للتفكير في قادم المباريات براحة نفسية من شأنها أن تساعد المجموعة على مزيد التجانس. * حسين عاشيو (لاعب المنتخب الجزائري) : قدمنا مباراة محترمة أداء ونتيجة أمام الكامرون وأكدنا بالمناسبة أننا قادرون على فرض اللون في هذه الدورة وتعادلنا (اليوم) ضد بطل افريقيا ليس الا ثمرة عمل الفترة الماضية.. لقد حاولنا تحقيق المفاجأة لمكافأة جماهيرنا الوفية التي تحولت الى سوسة لمؤازرتنا لكننا لم نفلح في ذلك وهو ما نعدهم به في قادم الجولات. * وانفراد شايفر (مدرب المنتخب الكامروني): لم تكن مهمتنا سهلة ضد المنتخب الجزائري مثلما توقع البعض فبالرغم من سيطرتنا شبه الكلية على مجرى اللقاء فإن النجاعة كانت غائبة حيث نجح المنافس في تفادي الهزيمة من خلال ما أظهره من استماتة في الدفاع ومراهنة على الهجومات المرتدة. عموما لا يجب الالتفات الى هذه العثرة والمطلوب هو التفكير في المقابلات القادمة. * لطفي البنزرتي (مدرب الاتحاد المنستيري) : كان المنتخب الكامروني في مستوى السمعة التي يتمتع بها على الساحة حيث كان أول أمس أقوى من منافسه على جميع المستويات حيث بسط نفوذه كامل فترات اللقاء الا أن النجاعة الهجومية كانت مفقودة عكس المنتخب الجزائري الذي صمد دفاعيا ولم يهدر أول فرصة جدية للوصول الى شباك منافسه.