يقع حي قصيبة الشط في المنطقة الجنوبية لمدينة سوسة يحده جنوبا الطريق الحزامية الرابطة بين الطريق وهو احد أقدم الأحياء في جوهرة الساحل. ويقطن هذا الحي قرابة الثلاثين ألف ساكن من مختلف شرائح المجتمع. ورغم كبر المساحة التي يمتد عليها فان هذا الحي يشكو من عديد النقائص التي يحتاجها المواطن في معاملته اليومية والتي تعتبر من الضروريات. ففي هذا الحي الآهل بالسكان لا نجد مثلا صيدلية واحدة تعمل ليلا أو نهارا لاقتناء دواء لمريض وهنا يضطر المواطن لقطع قرابة الأربعة كيلومترات لشراء دواء من اقرب صيدلية تعمل ليلا كائنة في شارع الجمهورية قرب محطة القطار وهو ما يحتم على المواطن الاستعانة بسيارة تاكسي حتى يتصل بالصيدلية خاصة ان لم تكن لهذا المواطن سيارة خاصة. ولذا فان متساكني هذه المنطقة يتذمرون من عدم وجود صيدلية وهم يطالبون السلط المحلية بالاسراع بتركيز صيدليتين واحدة نهارية والأخرى ليلية أخذا بعين الاعتبار الرغبة الملحة للمواطنين في هذا الغرض. وعلى المستوى الثقافي والترفيهي فان هذا الحي يفتقر الى نوادي أطفال ودار شباب ودار ثقافة يؤمها فلذات الأكباد لبناء جيل جديد يتخرج منها المبدع والفنان والمسرحي والمولع في العلم اذا وجد من يصقل مواهبه ويؤخذ بيده ليبني محيطا سليما معافى من كل العقول الهدامة ومن كل الأجواء المتعفنة التي ترمي بالشاب في غياهب السجون سواء لجرم ارتكبه أو لسوء تصرف قام به. وفي هذا الاطار لا بد من الاشارة الى أن في هذا الحي سجلنا وجود ما لا يقل عن العشرات من شبابه يقبعون وراء القضبان من اجل مسك أو استهلاك أو ترويج المخدرات أو جريمة قتل كان قد ارتكبها تحت تأثير «الزطلة» كما لا يفوتنا الحديث عن مجموعة من الشبان الذين خيروا الحرقان الى «لامبدوزا «مما تسبب في غرق اثنين منهما خلال الربيع الماضي.
و أمام هذه الوضعيات المتشعبة يطالب العديد من المواطنين بتركيز مركز شرطة بالحي يكون دوره وقائيا للقضاء على المظاهر ليساهم حتما بدوره في انتشار الأمن والأمان وحفظه بالمنطقة . لأن ما يقع في هذه المنطقة لا يبعث بالمرة على الارتياح والطمأنينة. هذا على المستوى الأمني أما على مستوى الرياضي فان الشباب يبحث عن ناد يحتضنه ليتمكن من تفجير طاقاته في جل المجالات الرياضية الجماعية منها والفردية. وهنا لابد لمن يهمهم الأمر من الاهتمام بهذا الموضوع حتى نكتشف مواهب قد تساهم يوما في رفع راية تونس في المحافل الدولية فالأمر ليس بعسير كما ان الحي به مرافق عمومية تساعد على العيش الكريم ففيه مدرستان ابتدائيتان ومدرسة اعدادية الى جانب وجود مستوصف وجامعين يؤمهما المصلون لأداء الصلاة أو لحضور محاضرات دينية تلقى فيهما. أما على مستوى النقل العمومي فان الأمر لا يشكل عائقا لمتساكني المنطقة باعتبار أن الحافلات القادمة من ولاية المنستير والمتجهة الى سوسة تقوم بواجبها على الأكمل الا من بعض الاستثناءات التي تخص النقل المدرسي.
ففي حي قصيبة الشط توجد عدة مساحات حرة يمكن استغلالها لاقامة هذه المشاريع الاجتماعية ولعل أخر ما يطلبه المتساكنون هو بعث حديقة عمومية يلتجئون اليها لأخذ قسط من الراحة.