كيف يقيّم التونسي التوقيت الإداري الجديد بعد نحو أسبوع ونصف من انطلاق العمل بأسبوع الخمسة أيام، هذا التوقيت أفادت الدراسات المنجزة حوله ان جدواه مضمونة سواء المادية او الاجتماعية خاصة ان راحة يوم السبت توفّر لخزينة الدولة نحو 2.5 مليار سنويا بفضل توفير كلفة التنقل واستهلاك الطاقة.. لكن الفائدة الكبيرة من هذا التوقيت تتمثل في تمكّن الوالدين من تخصيص أكثر وقت لعائلاتهم وتجنّب التفكك العائلي. لكن هذا التوقيت الجديد لم يرض كل الموظفين خاصة منهم المتواجدين بالجهات الداخلية وفي الجنوب التونسي «الشروق» تحدثت الى عدد من الموظفين والمواطنين للتعرف على تقييمهم لهذا التوقيت بعد أكثر من أسبوع من انطلاق العمل به.
احتجاج
ذكر السيد ايمن (موظف) اصيل جرجيس ان جلّ الموظفين بالجهة غير راضين عن هذا التوقيت خاصة منهم من كان له أولاد ذلك أن جلّ الموظفين تعوّدوا على العودة الى المنزل عند منتصف النهار والخروج بأبنائهم من المدارس ثم يرجعون الى العمل على الساعة الثالثة بعد الزوال لكن بسبب التوقيت الجديد لم يعد بإمكانهم التمتع بصحبة أبنائهم كما ان جلّ هذه الجهات تفتقر الى المحاضن المدرسية وحتى إن وجدت لم يتعوّد الآباء ايداع أبنائهم بها وهو ما اضطروا اليه بسبب ضيق وقت الراحة عند منتصف النهار.
وأضاف زميله حمدي الذي حدّثنا عبر الهاتف ان الجهات لها خصوصياتها التي تختلف عن العاصمة من ذلك قرب العمل من المسكن في الغالب وعدم اضطرار جلّ الموظفين لضياع الوقت في وسائل النقل العمومي لذلك كان وقت الفطور يسمح للأزواج بالعودة الى المنزل وتناول الغداء والحصول على قسط من الراحة قبل الرجوع الى العمل وهو ما لم يعد متاحا حاليا..
المرونة
في الحقيقة عند عرض مشروع الأسبوع بخمسة أيام الذي اقترحه وزير الاصلاح الإداري المستقيل كان معلوما ان الجهات ترفض هذا التوقيت الذي يتماشى أكثر مع سكان العاصمة والمدن الكبرى، لذلك تم اقتراح وقتها أن تكون هناك مرونة في الإدارات بالجهات من حيث اختيار توقيت الدخول كأن يعمل موظفو الجنوب على الساعة السابعة والربع او النصف بدل الثامنة نظرا لحرارة الطقس واختلاف بعض عادات أهل الجنوب منها عدم اقبالهم على المحاضن المدرسية بفضل السكن قرب العائلة الموسعة والجيران.. لكن تم التراجع عن هذه المرونة الممنوحة للجهات عند التطبيق لأسباب غير مفهومة.
الحصة الواحدة
تهامي زروق يعمل موظفا بالعاصمة في مؤسسة تعتمد الاسبوع ب 5 أيام منذ سنوات وقد اقترح ان يكون العمل في الإدارات ضمن الحصة الواحدة كما هو الحال في رمضان واعتبر انها أكثر مردودية ونجاعة على العمل والأسرة.
من جهته اعتبر عبد الستار السالمي نظام العمل ب5 أيام كسبا لصالح الأسرة وخاصة المرأة العاملة التي كانت ممزقة بين الأسرة والعمل، واقترح بدوره مزيد تحسين هذا التوقيت عبر اعتماد الحصة الواحدة.
وفي ذات الاتجاه ذكرت شيماء أن هذا التوقيت الجديد وجد ترحيبا من الموظفين الذين تعرفهم ضمن عائلتها الموسّعة، وأضافت أن بعض موظفي الجهات فقط يجدون صعوبات في التعامل بهذا التوقيت.
لا تعطيل
نسرين يحياوي تعمل موظفة بالقطاع الخاص وتأمل أن يتمّ سحب هذا التوقيت على هذا القطاع خاصة وأن نجاعته مضمونة ومدروسة وهو نظام تعمل به الدول الأوروبية المتقدمة منذ سنوات. ولاحظت أنها لم تتعطل كمواطنة تضطر لاستخراج بعض الوثائق من الادارات من هذا النظام خاصة وإن هناك حصصا استمرار يوم السبت بالادارات التي يحتاجها المواطن على غرار البريد واستخراج المضامين.
أما رمزي الورتاني فقد ذكر ممازحا أن هذا نظام العمل ب5 أيام لا يعطل المواطن الذي يقصد الادارة لاستخراج وثيقة ذلك أن المواطن بطبعه لن يقضي حاجته «إلاّ بالمرْجْ» وبالتالي فلن يتعكّر صفوه المعكّر أصلا من الادارة وأضاف حتى وإن أسند للموظفين يوم الاثنين راحة فلن يتغيّر شيء ولاحظ أن هذا التوقيت مفيد للعائلات التي تشهد في زماننا مشاكل عديدة منها جنوح الأطفال وانخراطهم في السلوك اللاّسوي بسبب غياب الأولياء المتواصل في العمل.