استقالة محمد حمزة عضو مؤتمر حركة النهضة التاسع وعضو المكتب المحلي لحركة النهضة بصفاقسالغربية وعضو المكتب الجهوي سابقا بصفاقس، أثار عديد التساؤلات في أوساط السياسيين باعتبار أن النهضة لم تسجل ولو استقالة واحدة منذ توليها مهام السلطة. حول أسباب هذه الاستقالة وأبعادها، إلتقت «الشروق» الناشط السياسي المستقيل محمد حمزة المشهود له بالنضال والوطنية وبجديته في التعامل مع الإعلاميين بالجهة.. فكان الحوار التالي :
لننطلق من السؤال المركزي: ما هي أسباب استقالتك من الحزب الحاكم؟
الأسباب ذكرتها في بيان الاستقالة وتتلخص في تعطل مسار العدالة الانتقالية بما هو مسار يضمن إنصاف الضحايا ومحاسبة الجلادين والفاسدين، وحسب تقديري التعطل ناتج عن تردد الحركة في تناول هذا الموضوع مع غياب إرادة سياسية حقيقية لانجازه مما جعله اقرب للضياع منه إلى التحقيق، وأضيف: العدالة الانتقالية ليست جبرا للأضرار فحسب بل هي آليات من اجل ضمان عدم العود للدكتاتورية، وما نلاحظه هذه الأيام من عودة لبعض الممارسات الأمنية المدانة من تعذيب وصل حد القتل كما هو الحال مع عبد الرؤوف الخماسي دليل على إن هناك شعورا بالإفلات من العقاب سببه عدم محاسبة جلادي محرقة التسعينات رغم حجم المآسي التي سببتها للأشخاص وللمجموعة الوطنية، وما كان يمكن فعله في هذا الموضوع بعد الانتخابات مباشرة بسهولة صار اليوم أصعب وسيصير غدا مستحيلا. وتركيز قيادة النهضة على الموعد الانتخابي القادم افقدها الوعي بأهمية هذا الملف عند عموم التونسيين وبخاصة عند أبنائها.
وهل هذا كاف للاستقالة؟
قدمت حركة النهضة الكثير من الانجازات الفكرية من تأصيل لمفهوم الدولة المدنية وتأسيس للاعتدال والوسطية، وعلى المستوى السياسي قدمت تضحيات كبيرة في معركة الحريات ولم تقف عند باب «بن علي» حين طرقه «معارضون» كثيرون. ولكن أداءها لا يخلوا من الأخطاء شأنه شأن أي عمل بشري.و قد أشرت في أسباب استقالتي إلى بعض هذه الإخلالات كما ان تقييما موضوعيا وهادئا لمواجهة التسعينات سيكشف عن أخطاء لا بد من الاعتبار منها. الحبيب اللوز « غازلك» في برنامج تلفزي،هل هذا يعني أن قرارك في الاستقالة قابل للمراجعة؟ لقد اتخذت قراري بعد تفكير عميق، ومن المستبعد جدا التراجع، وقد تلقيت عديد العروض من بعض الأحزاب أفكر فيها بكل جدية بعد خروجي من النهضة التي قضيت فيها 25 عاما تقريبا.
هذا يعني أنك تنوي الانضمام إلى حزب آخر؟
لقد استقلت من النهضة ولكني لم استقل من النشاط السياسي، وأنا الآن رئيس فرع صفاقس وعضو مؤسس بجمعية العدالة ورد الاعتبار وأمارس نشاطا حقوقيا خدمة لتونس. أما عن الانتماء إلى حزب جديد فهذا غير مستبعد ولكني لم اتخذ بشأنه قرارا الى الان وأضيف قولي لقد تشرفت بالانتماء إلى حركة النهضة لأكثر من ربع قرن واستقالتي لا تفسد علاقتي مع إخوة اجتمعت بهم في ساحة النضال وكابدنا معا وبصبر محن السجن والتضييق. والله أدعو أن يوفقنا جميعا لما فيه خير تونس ونماؤها.
قراءتك للمشهد السياسي؟
ان التردد وعدم التعامل بالحسم المطلوب مع رموز النظام السابق جعل البعض يطمعون في المزيد، والمزيد هنا هو استعادة السلطة بالاستفادة من تراجع نسبي في شعبية النهضة، ولكن هذا قد يصب في مصلحة الحركة انتخابيا فالشعب رغم عدم اقتناعه بأدائها إلا انه إذا خير بين بقائها وعودة النظام القديم رفض عودة من طردهم بثورة غيرت مسار التاريخ، وهذا المشهد قد يساعد على بروز قوة جديدة تستفيد من حالة التردد لدى الناخبين لتكون قوة ثالثة محددة في تشكيل حكومة ما بعد الانتخابات.