تعتبر المطربة آمال ماهر واحدة من الاستثناءات في المشهد الفني العربي دخلت المجال الفني من الباب الكبير وهي في سنّ الرابعة عشر بأداء أغاني أم كلثوم وهو ما رسخ لها مكانة في قلوب أحباء الطرب الأصيل ودعمته بتكوين موسيقي على يد الموسيقار عمار الشريعي واستطاعت سنة 2006 الخروج من جلباب الست أم كلثوم لتنحت لنفسها مسيرة محققة معادلة الزمن الجميل والواقع الفني، كانت حاضرة هذه السنة في بعض الحفلات التونسية. «الشروق» التقتها باحداها بمدينة سوسة في حوار عكس تلقائيتها وعمق توجهاتها الفنية وهذه التفاصيل : كيف استطاعت آمال ماهر أن تتجاوز مرحلة أن تكون مجرّد ظاهرة لترسّخ قدما في المشهد الفني العربي ؟ هو مشوار طويل يتطلب ساعات لذكره ان كان لك وقت طويل ممكن أن نتحدث في تفاصيله(تضحك)، هو في الحقيقة مشوار مليء بالجهد والتعب والبحث عن ما هو مميز، لم يكن بالمشوار السهل ولكن الحمد لله تمكنت من ايجاد طريقي وخلق توجه يناسبني . هل يعتبر عدم انخراطك في الموجات الغنائية السائدة والحرص على توجه غنائي فني بالأساس مجازفة منك؟ هي أكيد مجازفة ووجود الفنان في حد ذاته يعتبر مجازفة فكل ما أقدمه يجب أن يكون غير متوقع بالمرة حتى من خلال الشكل واللوك ولابد أن يكون الفنان مثل المحرار يتحسّس به ميولات ورغبات الجمهور . كيف تفسرين دوافع اختياراتك الموسيقية أكانت عن اختيار أم اضطرار ؟ لم أكن مضطرة بالعكس فحتى في حياتي العادية الخاصة لم أكن يوما كذلك فكل شيء في حياتي مبني عن اختيار، أعتقد أن كلمة الاضطرار بعيدة كل البعد عني، توجهي الموسيقي كان اختيارا عن حب وعن احساس ولو لم أصدقه لما صدقه الناس ودخل قلوبهم . من لم يشاهدك ويسمعك في بداية مشوارك يتوقع أنك أكبر بكثير من سنك الحقيقي بحكم تلك الاختيارات الفنية؟ صحيح فنوعية الموسيقى التي أمارسها وضعتني في نظر الناس في وضعية المرأة المتقدمة في السن حيث كنت أغني في أغاني تعتبر دسمة فنيا وأنا لم أبلغ العشرين سنة، لم تكن عائلتي راضية عن دخولي الوسط الفني ولكني خضته بكل حذر ورويّة مما مكنني من صقل موهبتي وأكسبني تمرّسا وخبرة جعلتني أخرج من نوعية الى أخرى دون الانحدار في الابتذال مع المحافظة على المقومات الفنية بشيء من الخصوصية وتتطلب ذلك مجهود سنوات حتى يمرّ الى الناس وشيئا فشيئا تطابق السن مع النوعية الموسيقية . يقال عادة السيّئ يفرز ويبرز الجيّد فهل ساعدتك الموجات الفنية المبتذلة التي تعتمد الشكل دون المضمون على نجاحك ؟ هل أنا جميلة في نظرك (تضحك) بالطبع الشكل مهم للفنان حتى يظهر للجمهور في أحسن صورة الى جانب اهتمامي بالفن الذي أقدمه فالشكل والمضمون هامان لا يجب الاهتمام بشيء على حساب الآخر. كيف ترين مستقبلك الفني بعد أن رسخت مكانة في المشهد الفني العربي ؟ لا أحد يعرف ماذا يخفي له الغد وأنا أجتهد وأحرص على انجاز ما يمليه عليّ ضميري واخلاصي لفني والباقي بيد الله سبحانه وتعالى . كيف يبدو لك المشهد الفني عموما ؟ أعتقد أن كثرة الكليبات والخلط الحاصل خلقت للمبدع تميزا ومهما اختلطت الأمور فالمميز هو الذي سينجح في الأخير . كيف تختارين فريقك الفني من ملحن وموزع و شاعر ؟ أتعامل مع كل من يقدم لي اضافة، فاختياراتي ليست مشروطة بالوجوه المعروفة فالموزع أحمد عبد السلام مثلا أول أغنية وزعها كانت معي وهي «اتقي ربنا» وكانت من أنجح الأغاني رغم أنه لا زال في بداية الطريق. أين ترين أزمة الأغنية العربية في الذوق أم في الكلمات أم هناك عوامل أخرى ؟ لو كانت هناك أزمة ذوق لما وجدت الجماهير تحفظ أغانيّ فالأغنية المميزة لحنا وكلمة وأداء هي التي تنجح.