مباشرة عقب إعلان القاهرة تأييدها للتدخل العسكري العربي في سوريا حذرت مصادر سياسية مطلعة من مغبة تكرار الولاياتالمتحدة لسيناريو العراق في سوريا وذلك عبر وضع قطر في الواجهة العسكرية والسياسية والإعلامية لهذا التحرك العسكري. وكشف المستشار السياسي للرئيس المصري سيف عبد الفتاح أن القاهرة تدرس المقترح القطري القاضي بإرسال قوات عسكرية عربية إلى سوريا لإسقاط النظام السوري. ونقلت وكالة الأناضول للأنباء عن عبد الفتاح تأكيد استعداد مصر البحث في حيثيات المقترح القطري ودراسته من مختلف جوانبه حقنا لدماء السوريين .
هذا التصريح اثار حفيظة العديد من السياسيين المصريين الذين رأوا فيه ارتماء في الأحضان القطرية الأمريكية الساعية إلى إسقاط سوريا الدولة والدور لا سيما وأن الرئيس المصري محمد مرسي قد صرح في تركيا أمس أن مصر لن تهدأ لها بال إلا إذا سقطت القيادة السياسية السورية . حروب مذهبية
حيث أعرب مصطفي بكري، عضو مجلس الشعب المنحل، عن قلقه الشديد إزاء التصريحات الخطيرة التي أدلي بها الدكتور سيف الدين عبد الفتاح، واصفا إياها بالتطور الخطير الذي ينذر في حال حصوله بإشعال حرب قد تقود المنطقة إلى الانهيار الكبير وإلى اندلاع حروب مذهبية بين السنة والشيعة قد تعم العالم بأسره، وهذا هو مخطط أمريكا وإسرائيل في المنطقة. وقال: « إننا نرفض أن تتورط مصر وجيشها الباسل في أي عمل عسكري غير محسوب العواقب، نرفض التدخل العسكري في شأن بلد عربي شقيق، لا يجب الانقياد وراء حاكم قطر الذي يعرف الجميع حقيقة أهدافه والقوي التي تدفعه لذلك».
وأكد بكري أن الشعب السوري كفيل بحاكمه، أما نحن فلا يجب أن نسمح بتوريط جيشنا تحت أي حجج، وأن حربنا يجب أن تكون ضد كل من يمس حدودنا ومن يعتدي علي أمننا القومي، أما أن نسمح بأن يسيل الدم العربي بأيدي مصرية فهذا مرفوض مهما كانت الأسباب.
وأوضح أن أمريكا لا تريد أن تقود قطر النسخة الثانية من حرب العراق في سوريا بمشاركة مصرية ولم لا بمشاركة دول عربية أخرى. ميدانيا , أفادت مصادر إعلامية ميدانية في دمشق وحلب أن مواقع افتراضية للمعارضة السورية أعلنت العثور على 30 جثة لأشخاص أعدموا ميدانياً في فترات سابقة في حي العسالي جنوبدمشق.
وقالت تلك المواقع إن الجثث تعود لأشخاص فقدوا أثناء إقتحام الجيش السوري للحي قبل نحو أسبوع، بالإضافة الى بعض الأهالي الذين تم اعتقالهم على الحواجز أثناء عودتهم لتفقد لمنازلهم. ولم يتسن التأكد من صحة الخبر من مصادر مستقلة .
مجازر متعددة في سوريا
في هذه الأثناء , اتهمت مصادر إعلامية قريبة من دمشق المجموعات المسلحة في سوريا بارتكاب فجر أمس الأحد مجزرة بحق أهالي قرية «الحيدرية» في «ريف القصير» بحمص، راح ضحيتها أكثر من 17 شخصاً كما خطفت عددا من أهالي القرية لم يعرف عددهم حتى الآن. وأفادت وكالة الأنباء السورية أن مجموعة مسلحة هاجمت القرية فجر أمس وأطلقت قذائف الهاون والأسلحة الرشاشة، ما أدى لاستشهاد أكثر من 17 مواطنا كما قامت بعمليات سلب ونهب في القرية. بدورها , أفادت مصادر إعلامية مستقلة بأن سيارة مفخخة انفجرت امس قرب شعبة «حزب البعث» في القامشلي أقصى شمال شرق سوريا. وتحدث التلفزيون السوري الرسمي عن سقوط أربعة قتلى في حصيلة أولية.
ونقلت «سانا» عن مصدر في محافظة حلب قوله إن قوّات الأمن السورية «استهدفت تجمّعات للمعارضة في أنحاء مختلفة من المدينة أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات. وأوضحت «سانا» أنه وبالتعاون مع الأهالي أنهت وحدات من الأمن السوري مساء أول أمس عملياتها في أحياء جوبر والقابون وبرزة بدمشق.