نظم المكتب المحلي للحزب الجمهوري بمدينة قصر هلال نهاية الاسبوع الماضي اجتماعا في احد الفضاءات العائلية حضره القياديان في الحزب ياسين ابراهيم وماهر حنين وكان موضوعه مبادرة الحزب الجمهوري واستحقاقات المرحلة القادمة. وكان الاجتماع فرصة تطرق خلالها ياسين ابراهيم الى جملة المواضيع التي تشغل بال التونسيين انطلاقا من موعد 23 اكتوبر ووصولا الى المبادرة التي اقترحها الجمهوري من اجل احداث التوافق وتجاوز الخلافات الحزبية المتعلقة بهذا الموعد وغيره.
وقال ياسين ابراهيم ان تاريخ 23 اكتوبر الذي كثر في شانه الحديث والنقاش يعد تاريخا استثنائيا التزمت جميع الأطراف المعنية باحترامه وهو التزام اخلاقي اولا وقبل كل شيء ولابد من احترامه ثم ان الحزب الجمهوري وتحسبا لهذا الجدل القائم اليوم قدم لرئاسة المجلس التأسيسي في شهر جوان تنقيحا للقانون المؤقت للسلطات على امل عرضه للنقاش والتصويت ولكنه بقي في الرفوف بعد ان تمت صنصرته من قبل «النهضة» وحزب المؤتمر حسب تعبيره. وتحدث ممثل الجمهوري عن تداعيات الثورة وعن اهدافها وقال ان ما يحدث اليوم هو كذب ونفاق وان الشباب الذي صنع الربيع التونسي مازال يعاني البطالة والتهميش وانتشرت في صفوفه كل انواع الفساد وأصبح يرى حلمه في الخارج و «الحرقة» وان مقرات النهضة عوضت مكاتب التشغيل وان التعيينات تحدث في هذه المقرات بالاستناد الى الولاءات الحزبية والقرابة العائلية وغيرها من المظاهر التي كنا نعتقد انها ولت وانتهت مع النظام السابق».
وعدد السيد ياسين ابراهيم المشاكل الوطنية والجهوية حسب خصوصيات كل منطقة وقال ان تنفيذ البرامج التنموية لن يتم إلا اذا توفر استقرار سياسي وعن حزبه فهو يضع المواطن في دائرة الاهتمام وهو يؤمن ان النمو الاقتصادي يجب ان يتطور وان يكون التوزيع فيه عادلا بين الفئات والجهات
ومن جهته تحدث ماهر حنين عن الوضع الراهن وعن خارطة الطريق التي يجب العمل بها في ظل استقواء حزب النهضة وتجاهله لبقية الاحزاب حسب تعبيره. وقال حنين ان مبادرة حزبه المدعومة من حركة نداء تونس والمسار والداعية الى تحديد سقف زمني للانتهاء من صياغة الدستور والانطلاق مبكرا في تشكيل لجان الانتخابات ومواعيدها لقيت المساندة والقبول وان الاشكال الوحيد يتمثل في الاعتراض على حزب النداء الذي يعتبرونه حزب التجمع المنحل.
ولم يخف ماهر حنين ان المساجد تم الاستيلاء عليها من قبل فئة تستغلها للدعاية السياسية وان الفضاءات العامة اصبحت مسموحة للبعض فقط وان هناك جماعات نصبت نفسها لتحديد اللباس وغيره وان الشعب اليوم مطالب بحماية ثورته وبتفعيل الانتقال السلمي والديمقراطي للسلطة ودعم الابداع والحرية وحقوق المرأة والمحافظة على المكتسبات الاخرى في اشارة الى ان الثورة لا تعني ازاحة بورقيبة ثم بن علي والسعي الى أسلمة المجتمع دون النظر الى حقيقة المشاكل التي تعيشها البلاد وان هذا المشروع وان صح لابد من التصدي إليه» حسب تقديره.