ظلت مسألة التخلص من فضلات المستشفى الجهوي بجندوبة من المسائل الشائكة والتي تسبب بين الحين والآخر مشكلا للمواطن غير أن تواصل هذه الظاهرة بات يهدّد بكارثة وهو ما يقتضي ضرورة التدخل العاجل ومعالجة الأمر. إلى وقت ليس بالبعيد كان يتم التخلص من فضلات المستشفى بمختلف أنواعها بواسطة الحرق مما سبب استياء لدى المواطن عامة وزوار المستشفى وخاصة سكان حي الفردوس المجاور للمستشفى على اعتبار الروائح الكريهة المنبعثة من فضاء الحرق وكذلك المشاكل البيئية والصحية التي قد تنجر عن ذلك على اعتبار أن الفضلات فيها العادية وفيها السامة الخطيرة .
أمام تنامي هذه الظاهرة وخطورتها الصحية والبيئية اهتدى أولي الامر لحل وفي ذلك غرابة كبيرة حيث أصبح التخلص من هذه الفضلات يتم بالإلقاء بها وراء المبيت الجامعي محمود المسعدي الذي يعج بالطلبة لتزداد معاناتهم ويصبح يتهددهم خطر جديد هذا إضافة لكون عملية الإلقاء بهذه الكيفية فيها اعتداء على البيئة وعلى جمالية المدينة التي وبدل هذه الفوضى تحتاج لمساحات خضراء جديدة تقلص من الاكتظاظ والاختناق المروري ورائحة الأوساخ التي اكتسحت كل مكان ولسائل أن يسأل هنا على أي أساس تم اختيار هذا المكان وأين المسؤولين سواء البلديين أو بالصحة أو بالمركب الجامعي وكل من يهمه الأمر .
ثم إن مكان إلقاء فضلات المستشفى تحول إلى مأدبة دسمة للكلاب والقطط السائبة والناموس والذباب وسيصبح لو تواصل الأمر مصدرا للروائح الكريهة جراء تلاحم الفضلات بمياه الأمطار .
الظاهرة وعلى غرابتها أصبحت تفرض حلا جذريا يخلص الجميع من هذا الضيف الثقيل والحل يتمثل أولا في الكف عن إلقاء فضلات المستشفى قرب المطعم الجامعي والمركب الجامعي عامة وتكثيف حملات التخلص من الفضلات الموجودة ليستعيد المكان طبيعته الأصلية وأخيرا التفكير في إنجاز مصب مراقب للفضلات يكون للمستشفى نصيب فيه وبذلك يتخلص الجميع من هاجس الخوف والمشهد الغريب الذي يحمل في طياته اعتداءات لا تحصى ولا تعد على النظافة والبيئة والصحة وحرية المواطن في بيئة صحية سليمة .