إن الأحزاب ذات المرجعية الدستورية والحاملة للفكر البورقيبي والأحزاب المتحالفة معها في المبادئ والأهداف والبرامج، المجتمعة اليوم قصد تقييم الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية الراهنة: إذ تسجل بكل انشغال تردي هذه الأوضاع وانعكاساتها السلبية على حياة المواطنين، إذ تستنكر التجاوزات الخطيرة في تسيير المرافق العمومية الأساسية والسعي. إلى الاستحواذ على أجهزة الدولة وافتعال صراعات سياسية هامشية أدت إلى غموض في الرؤية، وتبذير غير مسبوق للمال العام وعقم إداري ناتج عن الإقصاء والتهميش المقصودين لإطارات الدولة المشهود لها بالكفاءة وطنيا ودوليا والقادرة على الانجاز والمتابعة، وأمام بروز عديد المبادرات الرامية إلى إيجاد الحلول البديلة ولم الشمل حفاظا ، على الوحدة الوطنية وعلى مكتسبات دولة الاستقلال التي نجحت في إرساء النظام الجمهوري ورفع تحديات التنمية الشاملة كالتعليم والصحة وحقوق المرأة، مكتسبات أصبحت قواسم مشتركة بين التونسيين والتونسيات، وتحقيقا لأهداف الثورة وتطلعات الشعب التونسي، وبعد قيامها فرديا وجماعيا بعملية نقد ذاتي وتقييم لما اتخذته من مواقف في الماضي، واستجابة لنداء الواجب الوطني خاصة وأن الدستوريين هم المعنيون أولا وأساسا بالذود على مكتسبات دولة الاستقلال باعتبار أنهم بذلوا الغالي والنفيس من أجل استقلال تونس من خلال الحركة الوطنية التي دحرت الاستعمار وأسست لبناء الدولة المدنية الحديثة ولرقيها وإشعاعها، وفي اطار سعيها للتوحد قبل موعد الانتخابات القادمة في صلب حزب واحد، إذ لا يكون النجاح في كسب الاستحقاقات السياسية والتنموية والاجتماعية إلاّ من خلال توحيد الصفوف والبرامج لبناء تونس الديمقراطية، تعلن الأحزاب المجتمعة عزمها على تنسيق عملها وتوحيد جهودها وتجنيد إطاراتها ومناضليها لإنجاح المسار الوسطي الإصلاحي الحداثي والتقدمي وتقرر إنشاء كتلة دستورية للمحافظة على كيان الدستوريين وتنسيق مواقفهم من أمهات القضايا التي تعيشها البلاد وتحديد موقعهم على الساحة السياسية بالنسبة إلى كل تحالف انتخابي وترحب بكل من يلتحق بها من الأحزاب التي تقاسمها نفس المبادئ والأهداف. تدعو كل القوى الحيّة السياسية والمجتمعية والنقابية الحريصة على الوحدة الوطنية والإصلاح والحداثة للتعاون معها والجلوس إلى مائدة الحوار النزيه والبنّاء قصد الحفاظ على مكتسبات الوطن ومؤسساته الممثلة للنظام الجمهوري دون إقصاء أو تفرقة أو مسّ من الحريات. «واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا» صدق الله العظيم.