قررت صباح أمس الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية العسكرية الدائمة بتونس تأخير محاكمة الوكيل أول بالجيش الوطني المتهم بقنص الشهيد محمد أمين القرامي الى موعد لاحق استجابة لطلب الدفاع. حضر المتهم بحالة سراح لمقاضاته من أجل جريمة القتل العمد طبق الفصل 205 من المجلة الجزائية. وحضر المكلف العام بنزاعات الدولة في حق وزارة الدفاع وطلب التأخير للاطلاع. كما حضر دفاع المتهم الذي فوّض النظر في التأخير وأبدى بعض الملاحظات للمحكمة، اذ اعتبر ان القائمين بالحق الشخصي يحاولون التأثير على المحكمة، وأن ملف القضية منقوص من عديد الأبحاث. وطلب تحديد أسماء كل من ساهم في حماية المؤسسة ليلة الواقعة وأنواع الأسلحة المستعملة وإعادة سماع الشهود.
في المقابل اعتبر أحد القائمين بالحق الشخصي ان ملف القضية جاهز للفصل ومستوف لجميع الابحاث وقال محام ثان إن دائرة الاتهام لم تراع مبدأ التكافؤ باعتبار ان جريمة القتل العمد تستوجب عقوبة سجنية في حين ان المتهم محال بحالة سراح.
وطلب من المحكمة إضافة جرد مفصّل عن الأسلحة المستعملة والأعيرة المسجل نقصها والجنود الواقع اعتمادهم زمن وقوع الحادثة. ولاحظ أن هناك محجوزا لم يضف بالملف.
تفاصيل الواقعة
يشار الى أن هذه القضية هي الأولى من نوعها إذ أن المتهم وكيل أول بالجيش الوطني ومتهم بالقتل العمد، يوم 17 جانفي 2011 اثر اندلاع أحداث الثورة وما خلفته من أحداث شغب بكامل انحاء البلاد ومن بينها مدينة بنزرت التي عرفت يوم الواقعة أعمال عنف وطلقا ناريا مجهول المصدر بمحيط ثكنة الجيش الوطني بمقر المدرسة التقنية لجيش البرّ ومن فوق أسطح المستشفى الجهوي الحبيب بوقطفة مما أدى الى إعلان حالة استنفار قصوى بين أفراد الجيش الوطني التابعين للثكنة وتركيز مجموعة من العناصر المسلحة كان من ضمنها المتهم الحالي للتصدي لكل عمل يستهدفهم.
في تلك الأثناء كان عون السجون أمين القرامي التابع للسجن المدني ببرج الرومي مباشرا لعمله في حراسة المساجين المقيمين بالمستشفى الحبيب بوقطفة بالغرفة رقم 7 وكان يطل من حين الى آخر عبر النافذة المطلة على الثكنة فاشتبه المتهم في أمره وتولى اطلاق النار وأصيب الهالك بطلقة نارية على رأسه أردته قتيلا. وبانطلاق الأبحاث والتحريات تبيّن ان المتهم كان يوم الواقعة متسلحا ببندقية قناصة نوع «SSG عيار 7.62» وقد تم تركيزه بمبيت التلاميذ ضباط الصف الكائن بالجهة الخلفية للثكنة وذلك وراء نافذة المبيت الواقعة بالممر التابع للطابق السفلي الذي يكشف مباشرة على الجهة الجانبية للمستشفى قبالة النافذة التابعة للغرفة رقم 7 المتواجدة بالمستشفى والمخصصة لعلاج المساجين والتي كان الهالك متواجدا بداخلها.
وللإشارة فإن المتهم مختص في مجال الرماية بالسلاح من نوع 7,62 المستعمل للقنص. وقد انكر خلال استنطاقه ما نسب اليه مفيدا انه كان بصدد أداء واجبه في حماية الثكنة وقد اشتبه في أمر الهالك وظن انه من بين المجهولين الذين كانوا يطلقون النار باتجاه محيط الثكنة فما كان منه الا ان تولى الرمي بواسطة السلاح قصد تخويفه والسيطرة عليه دون ان تكون له النيّة في ازهاق روحه.