أفاد الدكتور خالد حدادة الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني لدى حلوله يوم أمس ضيفا بمقرّ حزب العمال بالعاصمة بأن ما شهدته تونس ومصر وغيرها يعتبر حالة ثورية استهدفت نظاما عربيا تميّز بالتبعية السياسية والاقتصادية وأضاع الكرامة الوطنية والقضية الفلسطينية الى مصلحة الغرب. وهو نظام جوّع وأفقر الشعوب العربية وقمعها وجعل الأمن الشكل الفعلي للسلطة من خلال تحالف الأجهزة الأمنية مع السلطات البورجوازية. وأضاف «العالم العربي كان يعيش حالة من الموت السياسي وقد انتفض شعب تونس أولا ثم تبعته شعوب أخرى لتحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية وإعادة توجيه القضية الفلسطينية وغيرها من القضايا القومية الحقيقية في الاتجاه الصحيح.
وأشار الى أن قدومه الى تونس من أجل دعم العلاقات والتنسيق مع الأحزاب اليسارية ويمثل خير فرصة للاطلاع على التجربة التونسية من قوى شاركت وساهمت في قيادة وبلورة هذا الحراك الشعبي وللتهنئة بإنشاء جبهة شعبية من أجل التغيير الديمقراطي، كما تطرّق الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني خلال هذا اللقاء الي ما يحدث في سوريا إذ قال «نحن ندعم التغيير في سوريا ولكن يجب الإصرار على منطق الحوار الوطني لتجاوز الأزمة على أساس غير إقصائي وتحقيق انتقال في اتجاه سوريا مدنية ديمقراطية».
ومن شروط الحوار المبادرة من طرف اليسار بتكوين جسر وأداة تواصل تمهد لحوار وطني شامل. وأكد على أنه وخلافا لما يروّج له الاعلام فإن وضع بشار الأسد مازال يتمتع بسلطة ومواقع قوة حقيقية في مواجهة معارضة تتسع شعبيا وأن سوريا تعيش حربا أهلية وللأسف في مكان ما بدأت تأخذ طابعا طائفيا.. فعملية التسلّح والعسكرة حتى وإن كانت ردّة فعل على القمع هي خاطئة. كما أشار الدكتور خالد حدادة بأن من بين الأسباب الأخرى لحلوله بتونس، إضافة الى كونه يأتي في إطار دعم بناء جبهات تقدمية يسارية في العالم العربي وفي إطار التحضير لبعث محطة أو قناة فضائية يسارية تكون محطّ الفقراء والمهمشين للدفاع عن قضاياهم وحقوقهم الاجتماعية. وتتميز عمّا هو سائد من فضائيات عربية ويتكون مجلس إدارتها من شخصيات يسارية ناشطة في العالم العربي.
وتجدر الاشارة الى أن الدكتور خالد حدادة يعتبر شخصية وطنية ويسارية هامة في لبنان لمواقفه الوطنية.