يمثل التراث عنصرا ثقافيا مساهما في التواصل بين الحضارات والثقافات والشعوب ذلك أن ما يربط بين الناس انطلاقا من التاريخ والتراث أكثر مما يفرق بينهم فالمسألة ثقافية وفيها الكثير من الوشائح ولذلك يقبل الناس من مختلف الثقافات والأفكار والجغرافيا على التعرف على تراث الغير لمعرفة جانب من الحياة الإنسانية في خصوصياتها والبحث عن نقاط الالتقاء.. في هذا السياق نذكر تجربة الكاتبة والباحثة لطيفة شاكر التي اصدرت عددا من الاعمال الادبية والتربوية منها ديوان شعر بالفرنسية وانتاجات قصصية الى جانب عديد البحوث في مجالات التربية والبيداغوجيا كما شاركت في عدد من الندوات الثقافية العربية منه التي احتضنتها ليبيا والاردن مثل فعاليات المؤتمر العربي الإقليمي لمكوني المدربين للتربية على التراث بعمان.
وقد كانت هذه المشاركة التونسية فاعلة وذات خصوصية بالنظر للاهتمام التونسي بمجالات التراث والحفاظ عليه وحضرت تونس الى جانب عدد من البلدان العربية وهي البحرين ومصر والعراق والكويت ولبنان والمغرب وموريتانيا وعمان وفلسطين وقطر والمملكة العربية السعودية والسودان وسوريا واليمن والإمارات العربية المتحدة .. وقدمت الوفود المشاركة مختلف تجاربها في هذا الخصوص وكانت هناك زيارة للمدينة الأثرية والمتحف الأثري «بجرش» وقد جاءت المشاركة عبر مداخلة للباحثة لطيفة شاكربعنوان «التربية على التراث في اطارها المرجعي: تمشيا وناتجا» أبرزت خلالها خصائص هذه التجربة التونسية في التعاطي مع التراث وصلته بالفضاء التربوي ضمن المرجعيات والقوانين والبرامج التونسية، الى جانب مداخلة الأستاذ أحمد بن عبد الله حول المواقع الأثرية بالبلاد التونسية والتي مثلت عرضا «بانوراميا» حول المخزون الأثري لتونس عبر المعالم والمواقع وغيرها من المناطق الأثرية..
وتطرق المشاركون الى التحديات التي تعترض المدارس في تطبيق حقيبة «التراث العالمي بين أيد شابة» حيث أن هذا النشاط هو خارج المناهج بالنسبة لكل البلدان المشاركة باستثناء تونس.
هذا وتهتم الكاتبة لطيفة شاكر بالتراث وتعمل على المساهمة في نشر ثقافته من حث التربية عليه كما انها تشتغل منذ سنوات على عمل ادبي مفتوح على هموم الانسان الوجدانية والفلسفية والحضارية الى جانب اعمال سردية اخرى.