ترأس وزير الداخلية علي العريض مساء أول أمس اجتماعا استباقيا للفيضانات والثلوج جمع أعضاء اللجنة الوطنية الدائمة لتفادي الكوارث ومجابهتها وتنتظيم النجدة وقد تم استعراض عديد الخطط والخطوات التي تم إقرارها لمجابهة أي طارئ. وقال العريض في مستهل كلمته ما حدث خلال السنة الماضية يدفعنا إلى اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة من جهر للأودية وإزالة الأعشاب وتنظيف القنوات وصيانة ما حول الأودية وتعبئة كل الإمكانات المادية والبشرية المتاحة والعمل على ضبط وتهيئة مراكز إيواء للمواطنين الذين يتم إجلاؤهم فضلا عن تطوير منظومة مجابهة الكوارث والنجدة لا سيما من خلال تطوير التشريع القانوني وفتح مركز قار يكون مجهزا بأحدث الأجهزة الإلكترونية إضافة إلى بعث مراكز إقليمية تتوفر على التجهيزات واستغلال التقنيات الحديثة في تطوير منظومة الإنذار المبكروتطوير شبكات الاتصال الظرفية بمواقع الكوارث وأشار إلى أن نجاح النجدة ومجابهة الكوارث يعتمد على تشريك النسيج الجمعياتي.
نقاط زرقاء
وأفاد المدير العام للحماية المدنية في تدخله: «لقد قمنا كالعادة بالإستعدادات الوقائية كإجراءات تعودناها سنويا مثل القيام بمعاينة النقاط الزرقاء وحصر المناطق المهددة بالفيضانات خاصة بالأرياف».
وأضاف لقد قمنا من جهة أخرى بإعداد مخطط ثان لمجابهة الثلوج وإحصاء الطرقات التي تنقطع بها حركة المرور كما تم التنسيق مع الأمن لتحيين المخطط المروري. وأكد أنه سيتم هذه السنة وضع احتياطي خاص للمعدات التي نحتاجها أثناء الثلوج وتم اختيار ولاية باجة كما تم إعداد الخطة المتنقلة التي تتوفر على عديد الإمكانيات مع وضع خطة خاصة على مستوى 5 أقاليم.
ومن جهته تحدث العقيد منصف ساسي أن الاستعدادات متواصلة والوسائل الجوية متوفرة لإخراج المتضررين من الفيضانات من الوحل وإنقاذهم من الثلوج. وقال: «ككل سنة نحن جاهزون لمعاضدة الأمن».
الرصد الجوي
ذكر عبدالرزاق الرحال ممثل الرصد الجوي أن المعهد من مشمولاته توفير المعلومة والإنذار المبكر وأفاد التوقعات تتراوح بين 80 و90 بالمائة نسبة تحققها وتوجد توقعات متوسطة المدى بعد ثلاثة أيام وتوقعات موسمية تصل إلى 3 أشهر.
وقال: «مبدئيا الثلاث أشهر القادمة ليس فيها ظواهرجوية خطرة والحرارة سوف تبقى عادية والأمطار حسب التوقعات الموسمية سوف تكون وفقا للمعدلات العادية مع أن الرياح يمكن أن تكون قوية».
وأضاف نحاول التحسن أكثر في التوقعات الجوية بالتعاون مع فرنسا والمعهد الدولي للأرصاد الجوية. وهنا تدخل العريض قائلا: «التوقعات الأولى للعام أنه سيسجل نقصا في الأمطار وفي الجنوب نقول خرابها ولا جدابها.» وذكر توفيق عبدالهادي ممثل وزارة الفلاحة أنه تم التخفيض في مستوى مخزون بعض السدود خاصة منها وادي مجردة وسد سيدي سالم وملاق للتمكن من استيعاب كميات كبيرة.
وبعد انتهائه من تعداد الإجراءات التي تم اتخاذها سأله علي العريض وهل نكون مطمئنين أنه في حال وصول المعلومة قبل 10 ساعات مثلا يمكن أن نتدخل وإذا جاءتنا من الجزائر مثلا هل لدينا تحرك بدقة؟ فأجاب ممثل وزارة الفلاحة نحن في كل سد لدينا فريق مشرف على عين المكان رغم الإمكانيات المتواضعة من المعدات وتوجد لجنة فنية مشتركة تونسية جزائرية لاسيما وأن الجزائر سوف تقوم بإنجاز سدين في مستوى ونزة وياخيبة المسعى بالنسبة إلينا.
وأفاد محمد الدريدي مديرعام بوزارة الشؤون الاجتماعية أنه تم توفير جميع المواد والأغطية ومراكز للإيواء عند الفيضانات لكن يوجد إشكال في جندوبة حيث تم حرق المركز في مستوى شارع حبيب بورقيبة عديد المرات.
وأشار إلى ضرورة تنظيم المساعدات مع المجتمع المدني لتنظيم عملية التوزيع. وأفاد القاسمي ممثل وزارة التجهيز أنه أمكن جهر 1400 كلم من المنشآت ومجاري الأودية ذات العلاقة إضافة إلى مشاريع في طور الإنجاز. ووصف غياب وزارة الفلاحة في العهد السابق بالكبير في مجال صيانة الأودية حيث تحولت أطرافها إلى غابات.