أكدت مصادر إعلامية تركية أن أنقرة زوّدت ميليشيات الجيش الحر بأسلحة متطورة متهمة إياها بقصف القرية التركية الحدودية مع سوريا فيما لقي 4 مقاتلين أتراك مصرعهم أمس في حلب وهي مؤشرات تؤكد تأزم الوضع بين البلدين وإمكانية نشوب الحرب بين الفينة والأخرى. كشفت صحيفة «يورت» التركية عن ان القاذفة التي تم استخدامها لاطلاق قذيفة «الهاون» على بلدة «اكتشاكالا» الحدودية تستخدم فقط من قبل دول حلف «الناتو»، وان حكومة اردوغان هي من أرسلت مدفع الهاون والقذائف لعناصر ما يسمى «الجيش الحر».
مدافع «الناتو» لدى الميليشيات
واوضحت الصحيفة في مقال لرئيس تحريرها مردان ينارداغ انها حصلت على معلومات من مصادر موثوقة تفيد بأن تركيا هي من ارسلت مدفع الهاون والقذائف لميليشيات ما يسمى «الجيش الحر».
وقالت ان هذه المعلومة تؤكد وقوف سياسات حكومة حزب العدالة والتنمية الخاطئة وراء سقوط القذيفة في البلدة ومقتل خمسة مواطنين أتراك. وأشارت إلى ان التصعيد الذي مارسته حكومة حزب العدالة والتنمية اثر الحادث يثبت استعداد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لهذه العملية الاستفزازية وانتظاره الفرصة للتدخل العسكري في سوريا، محذرة من ان «هذه حكومة تجر تركيا إلى حافة حرب من شأنها تفجير المنطقة».
بدوره أكد الكاتب الصحفي التركي علي سيرمان وجوب اتخاذ حكومة حزب العدالة والتنمية موقفا محايداً من الاحداث في سوريا بدلاً مما تقوم به من دعم لمجموعات ما يسمى المعارضة المسلحة بشكل فعلي وعلني، مشيراً إلى ان هذه الحكومة وقعت في خطإ النظر إلى المنطقة كلها بنظرة طائفية.
وقال الكاتب التركي في مقال نشرته صحيفة «جمهوريت» التركية أن تأثر تركيا بالأحداث في سوريا أمر لا مفر منه لذلك من الضروري تبني سياسات جديدة والتيقظ لأن التحرك بتحريض الآخرين لا يجلب سوى المزيد من الاضرار.
مصرع 4 أتراك في حلب
في هذه الاثناء، أعلنت دمشق مقتل عدد من الارهابيين بينهم اربعة اتراك أمس السبت اثناء قيام قواتها بعملية عسكرية في مدينة حلب كبرى مدن الشمال والتي تشهد عمليات عسكرية منذ شهرين.
وذكر التلفزيون السوري في شريط عاجل قوله: ان «وحدة من قواتنا الباسلة دمرت سيارتين مزودتين برشاشات «دوشكا» وسبع سيارات نوع «مرسيدس» بمن فيها من الارهابيين بينهم اربعة اتراك عند منطقة الاشارات في «بستان القصر» بحلب». وتتهم سوريا دولا عربية وغربية بينها تركيا بتقديم دعم للمسلحين.
وشهدت مدينة حلب بحر الأسبوع الجاري سلسلة انفجارات بعد اقل من اسبوع من اعلان المتمردين شن هجوم «حاسم» للسيطرة على كبرى مدن الشمال التي تشهد معارك شرسة تدور منذ اكثر من شهرين.
كما اندلع قتال شرس لم يسبق له مثيل نهاية الاسبوع الماضي في جميع أنحاء اسواق حلب التاريخية الواقعة في وسط المدينة. بدوره، اعتبر حسين شيخ الاسلام المستشار الدولي لرئيس مجلس الشورى الاسلامي الايراني ان زيارة نائب رئيس الجمهورية محمد رضا رحيمي الى انقرة حققت اهدافها في احتواء التوتر الحدودي الاخير بين سوريا وتركيا.
واشار شيخ الاسلام الى ان مهمة رحيمي في انقرة جاءت في اطار المواقف الايرانية الساعية منذ البداية الى وضع حل سياسي سريع للازمة السورية واحتواء تداعياتها الاقليمية وانعكاساتها السلبية المحتملة على المنطقة .
وأضاف شيخ الاسلام ان ايران تعتقد ودون ادنى شك ان القذيفة أطلقت من سوريا على الاراضي التركية ورد عليها الجيش التركي بقصف اهداف سورية لم تكن من عمل الحكومة السورية وانما من عمل عناصر وجهات تريد توريط تركيا في حرب مع سوريا تخدم الجماعات المسلحة وتقطع طريق الحل السياسي للازمة المفتعلة في هذا البلد . وأكد ان ما يجري في سوريا هو جزء من سيناريو ينفذه الاستكبار العالمي بقيادة امريكا والكيان الصهيوني يستهدف التيار المقاوم في الامة الاسلامية .