على إثر نزول الغيث النافع خلال الأسبوع الأول من شهر سبتمبر الماضي بعدد من مناطق البلاد وخصوصا بولايات الشمال لوحظ في ولاية أريانة أن الناموس قد عاد من جديد ليعكر صفو السكان بوخزاته المؤذية. ومما لا ريب فيه أن عودة الناموس تعزى الى عدة عوامل منها ما هو طبيعي لا دخل للانسان فيه ومنها ما هو ناتج عن سلوكيات وممارسات تتنافى وقواعد حفظ الصحة وسلامة محيط العيش. ومن العوامل الطبيعية التي ساعدت على ظهور الناموس من جديد ركود مياه الأمطار في العديد من الأماكن المنبسطة التي تحولت الى شبه مستنقعات ثم ارتفاع درجات الحرارة مجددا بعد أن انخفضت نسبيا بالمقارنة مع ما سجل خلال شهري جويلية وأوت الماضيين.
اما الممارسات البشرية التي ساعدت على عودة جحافل الناموس فهي أكثر من أن تحصى.
ففي كل حي ولا سيما في الأحياء الشعبية ذات الكثافة السكانية المرتفعة على غرار أحياء «السعادة» و«سيدي عمر» و«جعفر» بمعتمدية رواد و«برج الوزير»بمعتمدية أريانة الشمالية تتراكم الفضلات في جميع الساحات والأراضي البيضاء غير المسيجة. بل انك تشاهد الفضلات ملقاة على حافة بعض الطرقات وفي منعطفات العديد من الانهج.
ولا عجب إن رأيت مجموعات من الأطفال تلهو وتمرح حذو تلك الفضلات التي تجمع من كل شيء بطرف فهي خليط من المواد العضوية والمواد المصنعة والمواد المضرة بصحة الانسان والمحيط على حد سواء كأكياس وقوارير البلاستيك التي اكتسحت كل شبر بما في ذلك الفضاءات الطبيعية الخضراء التي جاد عليها هي الأخرى اللامبالون المستهترون فإذا هي تنال نصيبها من النفايات والتلوث.
وزيادة على القاء الفضلات حيثما اتفق دون رادع من ضمير تنساب المياه المستعملة على حواشي الطرقات في بعض الأحياء الأمر الذي زاد الوضع البيئي ترديا وتدهورا تعكسهما عدة مظاهر ومناظر مؤذية تؤشر على لامبالاة المواطن واستهتاره وعلى عدم الاضطلاع بمسؤولياتها فهل من تدخل عاجل قبل فوات الأوان؟