برمجت مؤسسة اقتصادية صينية مشروعا في سبخة مدينة ملولش لتربية جراد البحر هو الأول من نوعه في شمال إفريقيا غير أن بعض الأطراف تدخلت وادعت امتلاكها لكامل أراضي السبخة، وقامت بحرثها مما عرقل انطلاقة المشروع. المؤسسة الاقتصادية الصينية تملك إمكانيات مالية ضخمة وتسعى إلى بعث مشروع لتربية جراد البحر (كروفات) بقيمة 4 مليون دينار قادر على تشغيل أكثر من 500 عامل، إضافة إلى خلق مواطن شغل غير مباشرة قد تفوق 200 موطن شغل، هذا المشروع من شأنه أن يمثل مصدر رزق لعدة عائلات في معتمدية تعاني من ارتفاع نسبة البطالة رغم انتمائها إداريا لولاية ساحلية.
المشروع من المنتظر انجازه على سبخة مدينة ملولش التي تتجاوز مساحتها 120 هكتارا، وتتمثل العوامل الرئيسية في اختيار هذا الموقع من طرف الشركة الصينية في نوعية التربة والأعشاب، ونسبة درجة ملوحة مياه البحر على الساحل الشرقي لولاية المهدية، هذه الخصائص ملائمة علميا لتربية جراد البحر سواء من حيث الجودة أو من حيث كمية الإنتاج.
ومن ناحية أخرى فقد تكفلت الدولة بتهيئة البنية التحتية بالمنطقة من خلال تعبيد الطريق المؤدية لمكان المشروع، وربطه بشبكة النور الكهربائي، والماء الصالح للشرب، والاتصالات بقيمة جملية ناهزت 500 ألف دينار.
وقد استبشر الأهالي بانطلاق أول المشاريع التنموية بالجهة في مرحلة ما بعد الثورة ، لكن سرعان ما بدأت بعض الأطراف في عرقلة انجاز المشروع الصيني عندما ادعت امتلاكها لكامل أراضي السبخة وحاولت الاستيلاء على الملك البحري العمومي، وحرث أطراف السبخة بطريقة تثير أكثر من سؤال.
وأمام هذا التصرف الغريب تدخلت قوى المجتمع المدني بمدينة ملولش في حركة احتجاجية، وطالبت المدعي بالكشف عن مختلف الحجج والبراهين القانونية التي تثبت حقيقة امتلاكه هذه الأرض التي سيقوم عليها المشروع الصيني، غير أن المدعي سرعان ما اختفى عن الأنظار وحاول المناورة مع بعض الجهات المرتبطة بعملية انجاز المشروع في حركة وصفها البعض بالابتزازية.
وأكد لنا عدد من الناشطين بمنظمات المجتمع المدني بالجهة عند تنقلنا على عين المكان أن أتباع النظام البائد يحاولون في كل مرة الوقوف حجرة عثرة أمام انطلاق المشاريع التنموية بمدينة ملولش ببث الأكاذيب والإدعاءات المغلوطة لخلق توتر اجتماعي، وزعزعة الاستقرار، وقالوا إنهم لن يصمتوا عن هذه الممارسات وسيتصدون لكل المتآمرين على الثورة بكافة الوسائل المتاحة.
وبالمقابل وحسب ما يتداوله الأهالي من أخبار فإن الساعي لعرقلة تشييد المشروع الصيني بمدينة ملولش قد تعرض لعديد التهديدات من قبل بعض العاطلين عن العمل خاصة بعد مرور مدة ليست بالقصيرة لم يكشف خلالها عن المستندات التي تؤيد ادعاءاته... فهل يدخل هذا المشروع الصيني حيز التنفيذ في القريب العاجل أم سيموت في المهد؟