أقرأ في احدى النشريات أن الناطق باسم الرئاسة المؤقتة صرح بأن النفاق الأوروبي وصل إلى درجة غير مقبولة وذلك في إشارة إلى الشروط الجديدة التي ضبطها الاتحاد الأوروبي حتى يتم إسناد مرتبة الشريك المتميز لتونس وبالمقابل كثرت عبارات اللوم الموجهة للإعلام لأنه لم يركز على هذا الحدث ولم يعره اهتماما! والحقيقة أن الاعلاميين المتمرسين منهم على الأقل كانوا يعلمون بتلك الشروط وكانوا يعلمون أن العرض الأوروبي مازال في طور الوعد وأن رئيس الحكومة سوف يقوم بما في وسعه لكي يتحقق الوعد لذلك لم يكن هناك من داع لإطلاق الزغاريد قبل الاعلان عن العرس. وبالعودة إلى تصريحات الناطق فإن الواحد منا ليستغرب كيف لم يشفع المتحدث كلمة الأوروبي بالامريالية الأوروبية لكي بعبر حقيقة عما في داخله وكيف اكتفى بكلمة النفاق التي هي رائجة جدا في الأعراف الديبلوماسية.
وهي لغة التخاطب الحقيقية بين الشركاء وهي علامة التمدن الكبرى للدول. إن ذلك حقا لشيء عجاب والأعجب منه أنه لم يدع إلى ثورة ضد أوروبا الاستعمارية والمتآمرة والطامعة في ثروات تونس مطمورة روما التي تسيل لعاب دول الغرب بما حباها به الله من نعم لا تحصى ولا تعد.
على أية حال بديل أوروبا موجود، فهناك البيرو والسينغال وأثيوبيا وحتى مالي والنيجر وهناك يمكن أن نخطط استراتيجيا لعلاقات أثمر وأمتن. لله في خلقه شؤون !