انطلق منذ يوم 5 أكتوبر الجاري بفضاء التياترو بالعاصمة اللقاء الفني «أن تكوني سوداء في الخضراء».. ويهتم اللقاء الذي يتواصل حتى 20 أكتوبر بالأقلية السوداء في تونس وذلك للارتقاء بثقافة المساواة واحترام حقوق الانسان. ويجمع هذا اللقاء بين العديد من فنون الابداع حيث كان الموعد يوم السبت الماضي (6 أكتوبر) مع محاضرة «كرامة رغم الاختلاف» حملت امضاء عدد من الجمعيات والمجموعات على «الفايس بوك» الذين يناضلون من أجل المواطنة الحقيقية وكرامة المواطن.
وسيكون الموعد يومي 13 و14 أكتوبر مع مقاربة أنتروبولوجية وتاريخية وأخرى قانونية حول تاريخ ومكانة الاقلية السوداء في تونس والمغرب في الديانات التوحيدية بمشاركة الأساتذة صالح الطرابلسي (جامعة ليون) وعبد الحميد الأرقش (جامعة منوبة) وإيناس مراد دالي وناجح سالم وسناء بن عاشور.
وفي الفن الرابع تنطلق بداية من 13 أكتوبر سلسلة عروض مسرحية «البحث عن سعدية دون أمل» حتى 20 أكتوبر. وتقدم المسرحية قصة أحد ملوك افريقيا فقد ابنته الوحيدة وتدعى سعدية اثر عملية اختطاف لتباع في سوق العبيد... تألم لغيابها فهجر مملكته وتنكّر متنقلا من بلاد الى أخرى باحثا عنها يرقص ويغني كل الأغاني التي تحبّها علّها تسمعه فتخرج اليه... من هنا ولدت شخصية بوسعدية الأسطورية.
وفي مجال الفنون التشكيلية يحتضن فضاء التياترو ضمن هذا اللقاء الفني «أن تكوني سوداء في الخضراء» رسوما وصورا لفنانين يعبّرون تعبيرا حرّا يتغنى باللون الأسود في جميع درجاته من الصورة الى المعلومة مرورا بالتركيب.
وفي باب التركيب الدرامي تتواصل إلى 19 أكتوبر تظاهرة «بركة آر» او ذاكرة سوق الرقيق من خلال عروض تتراوح بين الجامد والمتحرّك للسوق التي يحطّ فيها العبيد والإبل المحمّلة بالبضائع الثمينة (ملح بخور زعفران) وكذلك العبيد بمختلف ألوانهم يعبر بها التجّار صحارى القارة الافريقية وكان هؤلاء العبيد من أسرى الحروب والغارات أو تم شراؤهم من عائلاتهم الفقيرة.
وفي المقابل أشرف المخرج هشام بن عمار على ورشة السينما التي تعمل بدرجة أولى على الاهتمام بقضية السود.