يبدو ان الطريق الى الوفاق الوطني والمصالحة الشاملة ، والذي هو امل التونسيين والتونسيات جميعا لتحقيق الاستقرار والأمن وتغيير أحوال البلاد نحو الافضل ، يبدو ان هذا الطريق لن يكون سالكا وسهلا مثلما تصور العديدون. إذ وعلى الرغم من المبادرات وخطابات التهدئة وجلسات الحوار والتفاوض بين مختلف الأطراف السياسية والاجتماعية ما تزال هناك قلة تراهن على إفشال المصالحة الوطنية عبر ما يسمى في دنيا السياسة ب«لعبة السيناريوهات» التي تنطوي على مخاطر جمة ورهانات قد تكون غير محسوبة العواقب لما قد تدفع اليه من توتر وبث للفوضى.
ان أصوات الحكمة والعقل لدى غالبية الفاعلين السياسيين ولدى جل القيادات النقابية والاجتماعية لن تقف مكتوفة اليد امام ما يحاك من سيناريوهات كارثية ومظلمة احساسا منهم بدقة المرحلة التي تمر بها البلاد ، ومن المؤكد ان ما جرى خلال اليومين الفارطين من حوارات وما ينتظر خلال الايام القليلة القادمة من مساع لتفعيل المبادرات الجادة وإيصالها الى بر الأمان لَيدعم هذا التوجه الوطني بعد ان ايقن كل الفرقاء انه لا خيار الا الحوار والتوافق لانه بعكس ذلك لن تكون غير الفوضى التي سيتضرر منها الجميع .
الوطن ليس لعبة وفي الأصل لا يحتمل امكانية حتى التفكير في تلك السيناريوهات الخبيثة ، والمطلوب ليس الان ليس فقط الوفاق حول مواعيد انتخابية وسياسية بل وهو الأهم المرور الى تفعيل المصالحة الوطنية وفرض مسار العدالة الانتقالية في اسرع الأوقات حتى تسد جميع الأبواب امام كل صناع الفتن وحابكي المؤامرات والسيناريوهات المزعجة والمدمرة.