سجل خلال الاسابيع الاخيرة ظهور حالات «القمل» في صفوف التلاميذ بعديد المدارس ورياض الأطفال. كما ظهرت اصابات بمرض جلدي خلناه انقرض منذ سنوات ويعرف عافاكم ا& ب «الجرب». «الشروق» تساءلت هل أن عودة هذه الامراض المعدية تعود الى تكدّس الزبالة منذ أشهر بعدة مناطق وأحياء أم أنها تعود الى أسباب أخرى؟ اتصلنا بالدكتورة هدى كنّو مختصة في الأمراض الجلدية وبعدد من الصيدليات لمعرفة مدى انتشار هذه الأمراض وكلفة علاجها. فذكرت لنا الدكتورة هدى كنّو أنه لا علاقة لظهور «القمل» أو المرض الجلدي بانتشار القمامة في أنهجنا فهي طفيليات يفرزها جسد الانسان ولا تنتقل اليه من الخارج. وطمأنت المواطن بأنها ليست أمراضا خطيرة، وتختفي في 3 أيام مع استعمال الادوية وفي خصوص القمل ذكرت الدكتورة أن هناك «شمبوا» شعر ومحلولا يغسل به الجسم فيختفي القمل خلال ايام قليلة وهو ناتج عادة عن عدوى تصيب التلاميذ من بعضهم البعض وحتى الكبار سواء في الحمام أو المدرسة أو الروضة وفي الفضاءات العمومية بصفة عامة.
انتقلنا الى عدد من الصيدليات بالعاصمة فذكر لنا الصيادلة المتواجدون بها ان ثمن الشامبوا والمحلول معا في حدود 22 دينارا، وهي مستوردة من الخارج. وذكرت لنا صاحبة احدى الصيدليات انها كانت تعمل بحي راق فكان الاقبال كبيرا على هذه المواد نظرا الى تكاثر «القمل» الذي يفد علينا عادة بسبب العدوى من المقيمين بالخارج او السياح الذين ينزلون ضيوفا على العائلات التونسية اذ يمكنه الانتقال من الوسادة او الفراش من طفل الى آخر.
وعادة يظهر «القمل» من لعب الاطفال بالتراب او لمسهم لشعرهم وأيديهم المتسخة او بالعدوى. ولاحظت محدثتنا ان هذه الحشرات الصغيرة تبرز خلال هذه الفترة من كل سنة لانها تنتشر في الوسط المدرسي او المحاضن اثر عودة الاطفال الى الدراسة.
وفي خصوص المرض الجلدي الذي خلناه انقرض منذ سنوات ذكرت الدكتورة كنّو أنه موجود ويكاد المرضى يزورون المختصين يوميا لكن عادة لا يتم اخبارهم أنهم مصابون ب «الجرب» حتى لا يصابوا بالهلع وهو مرض غير خطير يشفى خلال 3 أيام باستعمال الدواء وينتقل عبر العلاقات الحميمة بين الأم والطفل او الاخوة بسبب النوم في نفس الفراش أو استعمال نفس الغطاء او الملابس وعند ظهوره لابد من مراجعة الطبيب واستعمال الدواء يوميا للتخلص منه.
ولئن لم تكن الاوساخ المتراكمة وراء هذين المرضين الا أنه يجب الحرص على التخلص منها وتعقيم الاحياء حتى لا تظهر أمراض أخرى أكثر خطورة وعدوى خاصة ان المواطن يدفع شهريا اداءات ثقيلة سواء للبلديات او لباقي المصالح ومن حقه الحصول على فضاء نظيف ومعقّم حفاظا على صحته وصحة أبنائه.