من المشاكل التي لم يتم التوصل في شأنها إلى حلول مشكلة العائلات التي اتخذت لها من الوادي الكبير مكانا لنصب خيمهم والعيش في ظروف اجتماعية وصحية أقل ما يقال عنها أنها غير ملائمة بالمرة بل أنها أضحت لا تطاق. ست عائلات تتواجد منذ فترة طويلة على مستوى مجرى الوادي الكبير الفاصل بين مدينتي دار شعبان الفهري وبني خيار وينحدرون من بعض المناطق الداخلية من الجمهورية يستقدمون جميع أفراد عائلاتهم ومواشيهم وهذه الظاهرة عرفت منذ القدم بظاهرة «الانتجاع» ضمن رحلة البحث عن المراعي الخصبة للحيوانات، لكن منذ السنوات القليلة الفارطة تغير مفهوم ومضمون هذه الظاهرة حيث أصبحت عدة عائلات تشد الرحال إلى المناطق الخضراء والتي تتوفر على المرعى على غرار المناطق المحيطة بالوادي الكبير ببني خيار.فهذه العائلات ضربت بعرض الحائط بكل القوانين والأعراف الاجتماعية في تعد صارخ على الضوابط الاجتماعية والبيئة والمحيط وعلى أرزاق الناس. أهالي بني خيار ومنذ سنوات تذمروا من السلوكات المشينة الصادرة عن أفراد من هؤلاء المنتجعين فقد اشتكوا في عدة مناسبات إلى السلط المحلية والجهوية عن تعرض أرزاقهم وضيعاتهم المجاورة للوادي إلى السرقة، كما تفشت بالمدينة ظاهرة البراكاجات والتسول والسرقة ووجهوا أصابع الاتهام إلى متساكني الوادي واعتبروهم مسؤولين عن تفاقم مثل هذه الظواهر السلبية داخل مدينتهم التي كانت في وقت قريب من المدن التي يستطيب فيها العيش بعيدا عن كل مظاهر الانحراف. «الشروق» تنقلت على عين المكان وعاينت أماكن نصب الخيم وآثار حرق المواد البلاستيكية التي تستخرج منها مادة النحاس على غرار أسلاك الاتصالات والآلات الكهرومنزلية المعطوبة وغيرها من المواد الأخرى في تعد صارخ على البيئة حيث أن بعض المواد المتسربة من الآلات تضر بصفة مباشرة بخصوبة التربة بالإضافة على انعكاساتها على صحة الإنسان. التشكيات المتواصلة لأبناء المدينة جعلت قوات الأمن تتدخل وذلك بالتنقل على عين المكان وإلزام هذه العائلات بإخلاء المكان وهو ما تم فعلا لكن المشكل أن هؤلاء المنتجعين يعودون إلى أماكنهم بعد كل عملية ترحيل وكأن شيئا لم يكن حيث تتالت هذه العملية في عدة مناسبات آخرها عندما تدخلت قوات أمنية مشتركة بين الأمن والجيش خلال السنة الفارطة إلا أنهم بعد فترة وجيزة عادوا إلى أماكن انتصابهم في عملية أشبه بلي الذراع. الملاحظ في هذه الشريحة من المجتمع أنهم لا يعانون من أية مشاكل مادية بدليل امتلاك كل عائلة تقريبا شاحنة خفيفة نوع Isuzu وعدة رؤوس أغنام يتنقلون بها من مكان لآخر ولكن المشكلة الحقيقية تكمن أساسا في أطفال هاته العائلات. فهناك من هؤلاء الأطفال من لم يرتد يوما مقاعد الدراسة فإما أن يقوموا برعي الأغنام كامل اليوم أو يتم دفعهم من قبل ذويهم إلى امتهان التسول في الشوارع والأزقة وأمام المساجد وهو ما يدعو صراحة إلى الوقوف على هذه الظاهرة وإيجاد حل جذري خاصة لهؤلاء الأطفال الذين لهم الحق كغيرهم من أبناء جيلهم في الحياة الكريمة والالتحاق بمقاعد الدراسة.