آلات شواء... اختلفت الأسعار كما اختلفت الأحجام والجودة.. سكاكين متنوعة بين كبيرة وصغيرة... حادة وأخرى تنتظر ان يقع اعدادها لعيد الاضحى الذي بدأت تفوح رائحته داخل الاحياء الشعبية وفي الأسواق رغم النقص الكبير في بطاحي عرض العلوش. الصورة كما هي كل عام يبدأ العيد قبل موعده بأكثر من أسبوع ورغم ان لا حاجة للبعض باقتناء مستلزمات جديدة الا ان التسوّق ضروري يرى فيه البعض ان فيه تكمن المتعة.
باعة «التفاصيل»... منتصبون هنا وهناك.. اكليل وزعتر للشواء.. ملح غير دقيق لجلب الخروف... كوانين وأوان مختلفة الاحجام ل «الزقديدة» و«قمع» لإعداد المرڤاز حتى الإبر متوفرة للعصبان..
كل شيء هنا موجود... مواكب لجيب الزوالي كما لجيب المرفّه. ورائحة البخور تنبعث من أكثر من مكان بين «جاوي» و«وشق» وغيره من الأنواع كنماذج معروضة للبيع.. هكذا بدا المشهد أمس في أكثر من مكان عبر الشوارع التونسية والطرقات والأسواق قال عنها بشير (منتصب موسمي) بالقول: «هي بداية.. نعم لكن ليس ككل عام ... فنحن كمن هو بصدد إعداد الحصير قبل بناء جامع... المواطن يشتري «التفاصيل» في انتظار ربي ينوب في سعر العلوش .. العيد هذا العام لم يحفل بعد.. إذ انه لا يحفل الا بكثرة بطاحي البيع... وصراخ الأطفال.. وبعبعة الخرفان من المنازل يصبح للعيد طعم الفرح... حتى وإن اقتنينا القليل من القليل من «التفاصيل». ثقافة «الزقديدة»
«... للزقديدة رونق خاص... تعلمناها منذ كنا أطفالا... ومايزال يتوارثها الكثيرون الى الغد «الزقديدة» نجدها لدى باعة «التفاصيل» كلهم.. كانون صغير... أوان صغيرة آلة شواء بحجم قطعة لحم... كلها تفاصيل من مجمعات الذاكرة التي عاشت معنا... الزقديدة هي تقليد لا يمكن ان يغيب عن العيد».
هكذا تحدثت سنية بائعة منتصبة هي الأخرى تساعد زوجها في تجارته اليومية... مضيفة ان تجارة «الزقديدة» مهمة لدى الأطفال لتجعل منهم مساهمين في العيد.
نشاط محدود
... في حين رأى محسن الزرمي بائع متجول ان تجارة العيد الموسمية ماتزال غير نشطة رغم وجود حركية كبرى في الشارع التونسي وذلك بسبب عدم قيام أغلب التونسيين باقتناء الاضاحي مشيرا الى أن التجارة قد تتحرك قريبا اي بعد صرف الرواتب والمنح وبعد إخراج العلوش المستورد الى السوق. ويبقى المنتصبون الموسميون هم واجهة العيد في كل موسم... في تجارة «التفاصيل» تكمن نكهة التقاليد..