«المرأة المبادرة» كان عنوان الندوة الفكرية التي نظمها مؤخرا المكتب الجهوي لحزب المبادرة بسوسة بأحد نزل المدينة أكّد فيها المتدخلون أهمية المرأة ودورها في المجتمع داعين إلى ترسيخ وتدعيم مختلف حقوقها بكل جدية. افتتح المنسق الجهوي لحزب المبادرة عادل ارناز هذه الندوة برقم رأى أنه معبر وهو أنّ «245 ألف امرأة في السنة تتوفى وهي تلد» ثم أكّد مكانة وأهمية المرأة في المجتمع مدعما ذلك بمصادر من القرآن والسنة. واستعرضت نزيهة الزوابي (مديرة سابقة لشؤون المرأة) الشخصيات النسائية التونسية أو التي زارت تونس وتركت أثرا من عليسة وأروى القيروانية مرورا بخديجة ابنة الإمام سحنون وعزيزة عثمانة وصولا إلى العصر الحديث من خلال حبيبة المنشاري ومنوبية الورتاني وبشيرة بن مراد، كما أشارت نزيهة الزوابي إلى دور عبد العزيز الثعالبي والطاهر الحداد ومحمد السنوسي من خلال كتاباتهم وإلى التغييرات التي عرفتها وضعية المرأة التونسية في العهد الحديث بفضل العلم والتشريعات والمصادقة على مختلف الاتفاقات والمعاهدات الدولية والإقليمية التي أمضتها تونس واتفاقية حقوق الطفل. وقد لاقت مداخلتها نقدا لاذعا من طرف أحد الحاضرين بسبب ما اعتبره مغالطة عندما همّشت مسألة الحجاب في الإسلام في مداخلتها مغيّبة النص القرآني واعتبر المتدخل أن ما أشارت إليه الزوابي يحط من مكانة المرأة المحجبة وقد تقبلت ملاحظته بصدر رحب. وركّز فتحي فريمي مداخلته على مكاسب المرأة التونسية حسب مجلة الأحوال الشخصية معتبرا في سياق حديثه أن ليلى بن علي نموذج سيئ للمرأة التونسية، فيما خصصت سميرة الشاوشي القيادية في حزب المبادرة مداخلتها لتوضيح رؤية الحزب لحقوق المرأة في الدستور الجديد والتي تعتمد في مرجعيتها على الفترة الإصلاحية التي بدأت منذ منتصف القرن التاسع عشر وهي رؤية تنادي في ابعادها بدعم مختلف الحقوق التي نصت عليها مجلة الأحوال الشخصية.