احتفلت دار الثقافة بالقطار أيام 121314 أكتوبر الجاري بمائوية الشهيد الشاذلي القطاري وذلك بالاشتراك مع المعهد العالي لتاريخ الحركة الوطنية. برنامج الاحتفالية تضمن معرضا وثائقيا لصور متنوعة للشهيد كما زار المحاضرون والضيوف المسلك السياحي بالجهة. وقد اشتملت الاحتفالية على جملة من المحاضرات التاريخية ذات الأهمية التي وقع تناسيها لعشرات السنوات. الجلسة العلمية الأولى كانت برئاسة الأستاذ فوزي محفوظ مدير المعهد العالي لتاريخ الحركة الوطنية وتمحورت حول الظروف التاريخية التي حفّت بتحوّل عائلة الشهيد الذي هو سليل إحدى العائلات العريقة بالقطار إلى المحروسة (تونس العاصمة) أواخر القرن 19 كما تعرّض لمولد الشاذلي القطاري سنة 1890 ومساهمة الشهيد في واقعة الجلاّز التي جدّت يوم 7 نوفمبر 1912 ثم تطرق المحاضر الى تنفيذ حكم الإعدام ببطحاء باب سعدون بواسطة المقصلة يوم 26 أكتوبر 1912.
الدكتور مصطفى تليلي أصيل الجهة كانت مداخلته حول هجرة القطارية إلى العاصمة في النصف الثاني من القرن 19 اما الأستاذ منذر المرزوقي الذي كانت له علاقة خاصة بجهة القطار حيث درّس لسنوات بمعاهدها فقد حاضر بدوره حول المقاومة الأولى للاحتلال بمنطقة القطار. كما كان للأستاذ عبد الحميد الهلالي مداخلة بعنوان حركة الشباب التونسي والتحرّكات الشعبيّة بين سنتي 1907/1912.
في اليوم الثاني للاحتفالية تمت زيارة «محتشد برج الحفي» ببلخير أين كانت فرنسا الاستعمارية تلقي فيه بالمناضلين والمقاومين كما انتظمت جلسة علميّة برئاسة الأستاذ البشير العربي مدير المعهد العالي للدراسات التطبيقية في الانسانيات بقفصة حول ذات الموضوع كما تدخل الأستاذ عادل دبّوب للتذكير بحيثيات أحداث الجلاز سنة 1911 اما الاستاذ بشير اليزيدي فقد اهتم بالمقاومة المسلحة من خلال شهادة الطيّب البوعمراني احد مقاومي الجهة. اما السيد الهادي محمود المختصّ في التوثيق بجهة القطار والذي جمع إلى حدّ اليوم أكثر من 500 وثيقة مكتوبة تؤرّخ لمنطقة القطار منذ ما يزيد عن 300 عام فقد ركّز خلال مداخلته على الشجرة العائلية التي ينحدر منها الشاذلي القطاري والتي تعود حسب الوثائق المقدمة إلى عائلة حلايسة بمنطقة «نشيّو» وذلك بالرجوع إلى وثائق المؤرّخ الفرنسي روني لافنتان التي تعود إلى سنة 1700م.
في ختام الندوة أعلن مدير دار الثقافة بالقطار الأستاذ بلقاسم محمد أن التحضيرات للاحتفال بمائوية الشهيد انطلقت منذ عام تقريبا وأضاف أنها ستكون سنوية تكريما للشهيد.