شدّ الانتباه بطلاقة لسانه... وسلاسة ألفاظه وهو يقدم أسبوعيا على قناة حنبعل الفضائية برنامجا دينيا متفردا في خصوصياته وبعيدا عن دروس الوعظ والارشاد ليغوص في أعماق الذات الانسانية.. رفيق مرابط المختص في الميدان الاقتصادي وأمين مال فريق الترجي الرياضي لكرة القدم.. إمام وخطيب ومدرّس في مساجد العاصمة... اختار «تواصل القلوب» عنوانا لإطلالته الأسبوعية من خلال قناة حنبعل للتحاور في الشأن الديني مع الجمهور المتعطش لكل جديد ومفيد.
فلسفة البرنامج
في لقاء معه قال رفيق مرابط، إن فكرة «تواصل القلوب» هي عصارة بحث ودراسة ومطالعة انطلاقا من القلب... همزة الوصل والتواصل بين الناس . فالقلب والكلام لرفيق مرابط مذكور في كتاب الله الحكيم أكثر من 180 مرة.. وهذا يعني حتمية وأهمية وضرورة تواصل القلوب في الشأن الديني. وأضاف رفيق مرابط: إذا كان لابدّ من الحديث عن خصوصية ل «تواصل القلوب» فالتأكيد على ناحية التواصل القلبي وكل ما يحيط به... وحتى بينه وبين غير المسلم... والشجر... والحجر.. ومن هذه الخصوصية يؤكد رفيق مرابط أن الدين الاسلامي ليس طقوسا وعبادات جامدة انه التفاعل بين القلوب.
وبيّن رفيق مرابط انه قبل الانطلاق في إعداد «تواصل القلوب» تحدث مليا مع السيد العربي نصرة الرئيس المدير العام لقناة حنبعل حول فلسفة وأهداف هذا البرنامج الذي لا علاقة له بالوعظ والارشاد وإنما هو برنامج تفاعلي... وقد كان للسيد العربي نصرة والكلام لصاحب «تواصل القلوب» فكرة اقتراح الديكور الخاص بالبرنامج من خلال مدارج على اليمين والشمال لكسب رهان التفاعل مع أفكار المشاركين في كل حلقة إثراء للبرنامج.
خوف... فارتياح
واعترف رفيق مرابط أن الخوف انتابه عند أول وقوف له أمام الكاميرا... على اعتبار ان «تواصل القلوب» يمثل له أول تجربة في الانتاج التلفزيوني... الا انه سرعان ما تدارك الأمر بفضل تضامن محيطه وخاصة عائلته التي تتعاطى مع كل حلقة من «تواصل القلوب» بعين ناقدة.. تحمل بداخلها اقتراحات وتكفي الاشارة في هذا الاتجاه أن جينيريك «تواصل القلوب» كتبه هو بنفسه (أي رفيق مرابط) في حين ان التلحين والأداء فقد حمل توقيع كريمته صفاء مرابط :
يا علاّم الغيوب... حنّن القلوب بالمحبة ننال... سعادة الانسان بالتوبة من الذنوب... تفرج الكروب بالعفو والسماح.. نتجاوز العيوب بالبسمة على الشفاه.. نفارق الاحزان وبأطيب الكلام... تتواصل القلوب البرامج الدينية التلفزيونية
وجوابا عن سؤال حول رأيه في البرامج الدينية على القنوات التلفزيونية منها القنوات التونسية قال رفيق مرابط: هي برامج تقدم علما حقيقيا لكن لابدّ من تغيير وسيلة التبليغ، أيضا والكلام لرفيق مرابط لا أقول إنها تتغيّر بما يوافق العصر ولكن أقول إنها تستخلص من طريقة النبي صلى الله عليه وسلّم وتتعلّم منه أرقى طرق التواصل التي هي أساسها تنزيل الواقع وعمادها التفاعل مع الموجود.
الخلود لسماحة ووسطية الاسلام
وفي تعليقه على ظاهرة السلفية قال رفيق مرابط إن أي فكر مخالف وبعيد عن مراد ا& في اختيار الاسلام كدين خاتم منقذ للبشرية سيندثر بموعود ا& وتمت كلمات ربّك صدقا ووعدا فكل ما يقع في الأرض هو بمشيئة ا&. وعن ظاهرة النقاب يبين رفيق مرابط ان هذه الظاهرة كانزواء بفكرة ستر المرأة وإبعادها عن الحياة العامة هو الذي سيجلب أصحاب الطرف الآخر الذين ينادون بالكشف عن الوجه مثلا الى الوسط... ومن هذا المنطلق فالاسلام دين الوسطية... فقد كانت النساء في عهد الرسول يبعن ويشترين في أسواق اليهود ويتكلمن في المسجد.
وفي حديثه عن المقدسات أكد صاحب برنامج تواصل القلوب ان المقدسات ثلاثة هي: ا& كتابه ورسوله وبذلك فإن المقدس هالة دينية مع الاشارة الى تواجد قداسة من نوع ثان تتعلق بالدم والعرض والمال.
وعن موقفه من الفنون أكد رفيق مرابط انها (أي الفنون) تهذّب الأخلاق والمسلم في حاجة للشعر والغناء لكن هناك حدود لابد من احترامها ليخلص الى ان كل فكر يحيد عن سماحة ووسطية الاسلام مآله الهزيمة ورفوف المكتبات كالفكر المعتزلي والخوارج ولن يبقى إلا ما ينفع الناس.
خذ إشارة محطة جديدة
تواصل رفيق مرابط مع الجمهور العريض لم يقف عند برنامج «تواصل القلوب» بل سعى الى تعزيزه من خلال ومضات إيمانه بأمور تطبيقية حسب فقه الأولويات مع عدم نسيان الجانب الروحاني والرقائقي.
خذ اشارة هذي آيات فيها عبر قول الرسول، خير البشر خذ لك اشارة من نفحات أحلى السير اغنم صفات، اكسب درر إن لنا أسمى حضارة خذ اشارة
و«خذ إشارة» يعمل من خلاله رفيق مرابط على تبليغ أشياء بسرعة برقية تفيد المتلقي ولعل ما يشد الانتباه في هذا البرنامج أن التصوير خارجي وهذه المرة الاولى التي يتم فيها اعتماد المناظر الطبيعية ديكورا لبرنامج ديني خفيف على قناة تلفزيونية تونسية، علما وان حلقات «خذ اشارة» تم جميعها واصدارها في كتاب أنيق صحبة قرص ليزري.