تشتت الملكية وصعوبة التنقل بسبب عدم تهيئة المسالك الفلاحية والنقص فى الإرشاد الفلاحي وتكوين الفلاحين جعل المناطق السقوية بالزليقة من معتمدية الدهماني تعاني صعوبات كبيرة أبرزها تلك الصعوبات الهيكلية والتقنية التي أضحت تهدد الزراعة السقوية. ساعدت البحيرة الموجودة بالزليفة من معتمدية الدهماني على تجميع كميات وافرة من المياه. ومن هنا جاءت فكرة توظيفها في تهيئة مناطق سقوية وتنويع الزراعات بمنطقة ذات تربة خصبة .
يقول السيد محسن الكوكي: أملك قطعة أرض لكنني لم أتمكن من خدمتها وتنويع الزراعات بها على الرغم من توفر المياه , ويعود السبب في ذلك إلى النقص الفادح في اليد العاملة باعتبار أن المنطقة بعيدة عن مدينة الدهماني ويكون من الصعب إقناع العمال بالتوجه إلى العمل بها . إضافة إلى عديد الصعوبات الهيكلية منها تشتت الملكية العقارية وهوأمر لا يساعد على الاستغلال الأمثل لهذه الأرض الخصبة. ومما زاد الوضع صعوبة تعقد الملكيات وغياب عقود الملكية.زد على ذلك غياب المسالك الريفية المهيأة التي جعلت عملية تطوير الزراعة السقوية أمرا صعبا.
السيد فتحي العلياني فلاح ورئيس مجمع التنمية للفلاحة «وادي عسيلة بالزليقة» يضيف: لقد مكنتنا إدارة الفلاحة من محرك لضخ الماء نحو الأراضي لكنها لم تقدم معدات الري فاضطررنا إلى إتمام الشبكة السقوية بتمويلات ذاتية تباينت قيمتها حسب البعد عن مصدر الماء , ثم انطلقنا في تجربة زراعات علفية (الفصة) بغرض تربية الأغنام وأبقار الحليب .
وبمساعدة المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بالكاف تمت تهيئة منطقة سقوية تمسح 62هكتارا ل 8 فلاحين دون أن يتم تحديد لجنة لمراقبة المشروع فلم ينفذ مشروع تربية الأبقار إلى اليوم .أما في مجال زراعة الخضر ففي سنة 2012 قدم مستثمر لكراء 4 هكتارات خصصها لزراعة الطماطم وكانت العملية مكلفة جدا مع صعوبات هيكلية وتقنية منها النقص الفادح في اليد العاملة وانعدام المسالك الفلاحية التى لا تساعد على مرور الشاحنات الكبيرة الأمر الذي تسبب في فساد وتعفن المنتوج وتكبد المستثمر خسارة كبرى جعلته يغادر المنطقة .
في جانب آخر أثار محدثنا مسألة تواضع إمكانيات الفلاحين وغياب القروض والمنح نظرا لغياب وثائق الملكية . فاغلب الملكيات (على الشياع)فرغم الانتهاء من المسح العقاري الإجباري الا أن الفلاحين لم يتمكنوا من الحصول على أرقام قطعهم ولم تتم تسوية الوضعية العقارية إلى اليوم .
وقد اقترح محدثنا التسريع بتسوية الوضع العقاري للفلاحين كما ركز على ضرورة الاستفادة من عمال الحضائر لحماية البحيرة وبالتالي إطالة عمر استغلالها بانجاز الحواجز والتشجير وانجاز مصدات الرياح وغراسة «الهندي» للمحافظة على أديم الأرض .
كما اقترح على إدارة الفلاحة مساعدة الفلاحين بزيادة حصص الإرشاد الفلاحي والتكوين لتعريف الفلاح بطرق تنظيف الارض وتحضير حفر المشاتل وكيفية الغراسة والبذر إضافة إلى تنظيم دورات تكوينية تثقيفية حول دور المصاطب الحجرية في المحافظة على اديم التربة . وترشيد استهلاك الماء واختيار المشاتل والغراسات التي تتماشى وطبيعة المنطقة(التين ،التين الشوكي والزيتون...) .كما أكد في الختام على ضرورة تهيئة المسلك الفلاحي لإدماج المنطقة في الدورة الاقتصادية وفك عزلتها عن مدينة الدهماني .