انسحابه من برنامج «بلا مجاملة» على قناة حنبعل، وتصريحاته حول محاولات إسقاط الحكومة آثارا موجة من التعاطف والتقدير، داخل أنصار الترويكا وخارجها. المتابعون وجدوا في ذلك الوجه الحقيقي للمحامي والحقوقي المعروف بشراسته في مواجهة الدكتاتورية، والذي تأثرت صورته كثيرا في الأشهر الأخيرة بالبطء المسجل في موضوع العدالة الانتقالية وخاصة ، بتصريحاته الإعلامية التي أثارت التندر أكثر من مرة وهو يحاول ، إصلاح أخطاء زملائه وزلات ألسنتهم أو حتى تناقضاتهم. سمير ديلو في نظر الملاحظين، أكثر من دفع ثمن العجز الاتصالي للحكومة وارتباكها في معالجة عديد الملفات، وتسابق بعض وزرائها للظهور في وسائل الإعلام . موقفه الأخير ، الذي جاء في سياق سلسلة من الاجتماعات الشعبية الناجحة، يعزز مصداقيته ، ويؤكد ان اعتداله ليس مجرد تكتيك أو مظهرا خارجيا، وإن برودة أعصابه لا تعني سلبيته في مواجهة المواقف المستفزة. او عجزه عن ادارة الملفات الصعبة مثل ملف العدالة الانتقالية ، الذي ترى عديد الأطراف انه واقع تحت تأثير جهات لا تريد للحكومة الحالية ان تتمتع بثماره . المنتظر من وزير حقوق الإنسان والعدالة الانتقالية ، أن يؤكد صحوته ويستعيد زمام المبادرة في معالجة الملفات الراجعة له بالنظر ، ليستعيد مكانته وفاعليته في تحقيق أهداف الثورة، وشعبيته التي تراجعت كثيرا دون مبرر.