بدأت الاستعدادات لموسم جني الزيتون تأخذ منحى تصاعديا وبدأت معها مساعي الفلاح وكذلك المعاصر في استقبال الموسم كأفضل ما يكون. رغم أن الانطلاقة لموسم جني الزيتون عرفت بدايتها ببعض الغابات من خلال جني ما يعرف بزيتون الطاولة والذي يخصص أغلبه لعولة العائلات ومحلات بيع الزيتون المصبر فإن الانطلاقة الحقيقية للموسم ستكون في الأيام القليلة القادمة والمتعلقة بجني الزيتون المعد للعصير بالأساس وهي العملية الأكبر من حيث المحصول وعدد أيام العمل وما يعقب العملية من حركية في النقل والمبادلات.
«الشروق» وحسب زيارتها لعدد من غابات الزياتين التي تنتشر على آلاف الهكتارات بالجهة وكذلك من خلال رأي عدد من الفلاحين وقع التأكد من أن صابة هذا الموسم ستكون أقل من السنة الفارطة والسبب حسب أهل الاختصاص يعود لتهرم آلاف الزياتين وكذلك فتوة الزياتين التي عوضت المتهرمة في عدة مساحات والتي تتطلب بعض الوقت يتراوح بين الثلاث والخمس سنوات أما من ناحية الاستعدادات فقد بادر أصحاب «الهناشير» لاقتناء الأكياس وقطع القماش البلاستيكي والسلالم والتعاقد مع أصحاب الجرارات والشاحنات لنقل المحاصيل وكذلك تعهد فضاءات الخزن إلى حين النقل نحو المعاصر. هذا ويمكن ملاحظة انتصاب عديد النقاط لقبول المحاصيل بوسط القرى والأرياف.
أما المعاصر فاستعدت هي الأخرى لاستقبال الزيتون لعصره وكان الاستعداد من خلال صيانة الآلات ودهن المخازن وتنظيف الساحات ووسائل نقل المرجين وتعهد المصبات وجميع العمليات المتعلقة بالعصر وما بعده وأمل المواطن هنا هو أن يعرف سعر لتر زيت الزيتون تراجعا أو على الأقل استقرارا ليكون في متناول المستهلك وما أقل المستهلكين أمام ارتفاع المادة.
معضلة اليد العاملة
الاستعدادات ورغم أهميتها وجديتها فإنها اصطدمت بواقع نفور العمال وخاصة العنصر النسائي وقد أكد الفلاحون أنهم يجدون صعوبة لا توصف في تحصيل اليد العاملة النسائية نتيجة عزوفهن عن هذا النشاط الذي يعتبرنه مضنيا ولا ربح من ورائه غير التعب هذا إضافة لاشتراط العاملات لقسط من الصابة مقابل العمل وابتعادهن عن أجرة العمل اليومي. النسوة اللاتي سألتهن «الشروق» أكدن أن العزوف عن العمل بحقول الزيتون مرده التعب المرتقب والعمل المضني مقابل أجرة زهيدة لا تتماشى وحجم الجهد وقد أكد عدد من الفلاحين على أهمية تدخلات من طرف مندوبية الفلاحة واتحاد الفلاحين لشد أزر الفلاح لإنجاح موسم جني الزيتون الذي لا يقل أهمية عن باقي مواسم جمع الصابة ( الحبوب التمور الغلال بأنواعها وفصولها..).
الفلاحون ورغم مؤشر تراجع المحصول وصعوبة تحصيل اليد العاملة فإن الأمل مازال يحدوهم في تحقيق شيء من الربح يغني عن المصاريف الطائلة ولعل الطريق لهذا الربح يكون في اعتقادهم بتحديد سعر للبيع يتماشى والتطلعات ويفي بالمصاريف التي يتكبدها الفلاح على مدار السنة.