تسبب انهيار سقف مساء أول أمس الأحد في بتر ساقي شيخ ال 80 عاما والاحتفاظ به في قسم الانعاش الى غاية ظهر يوم أمس الاثنين 30 أكتوبر. حيث انهارت الحجارة على جسم الشيخ أثناء خلوده للنوم داخل غرفته بسبب اهتراء المسكن وتأثره بالأمطار الأخيرة. وقد وجهت أسرته اتهاماتها الى معتمد الجهة بالتقصير وعدم تمكين الشيخ من منحة تحسين مسكن.
يقع المنزل بأحد أرياف معتمدية الشبيكة (القيروان). الشيخ المتضرر المولدي «بوراوي هبول». يبلغ من العمر 81 عاما يقيم في غرفة مستقلة مجاورة لمطبخ خاص به وهو مسكن قديم مبني ب «الكنتول» وهو بناء مقوس السقف، بدائي غير مسقوف بالاسمنت المسلح.
«الشروق» تحوّلت الى مكان الحادثة أين يقع المنزل وسط غابة زيتون صغيرة. وجدنا ركام الحجارة المتهالكة تخفي تحتها فراش المتضرر المصبوغ بالدماء. على جانب وضعت ملابسه التي تغير لونها الى لون الدماء... فيما تحدث أقاربه عن الحادثة وسط دموع النسوة مستغلين حضور الكاميرا التي نقلت مشاهد مزرية.
تهشم كل شيء وبقي العلم الوطني معلقا على الجدار. موضوعا في إطار فوق الخزانة العتيقة وفي القسم الثاني يوجد المطبخ الذي تحوّل الى خراب . ابن شقيق المتضرر كان يرفع اكوام الحجارة ليظهر السرير الخشبي الذي أخفته أكوام الحجارة التي تهاوت من السقف. ويسرد تفاصيل سقوط المنزل (الكوخ) على صاحبه. وهناك في المستشفى يرقد الشيخ في غرفة الانعاش أبناؤه من حوله ينتظرون خبر تعافيه. بعد خضوعه لعملية جراحية أفضت الى بتر ساقيه، لم يعد هناك ما ينتظره الأبناء سوى شفاء والدهم.
المتضرر قضى جزءا من الليل في غرفة أحد أحفاده جاء لزيارته بمناسبة العيد بعد قضاء السهر بشكل عادي توجه الى غرفته وضع جسمه النحيف على الفراش الموضوع على الارض وتمدد لكن انهار كل شيء من فوقه ومن جانبيه. استمع الابناء الى صوت الارتطام فتوجهوا نحو الغرفة ليجدوا الشيح تحت الأنقاض انتشلوه وسارعوا به الى المستشفى بعد صعوبة الحصول على وسيلة نقل. آثار دمه في كل مكان داخل الغرفة التي تحوّلت الى ركام وعلى المسلك الترابي بين أشجار الزيتون. في المستشفى (في وحدة الأغالبة للجراحة والاستعجالي) خضع الشيخ الى عملية بتر على مستوى ساقيه قبل احالته الى الانعاش حسب رواية أقاربه.
يستظهرون ببطاقاته القديمة... انخراط في اتحاد حشاد، بطاقة فنان محترف ودفتر علاج وقصاصة حوالات يتمتع الشيخ بمنحة اجتماعية من الشؤون الاجتماعية لكونه من العائلات المعوزة ويتمتع بدفتر علاج مجاني. وقال اقاربه انه طلب من السلط المحلية منحة لتحسين مسكنه الذي يقيم فيه. وانتظر منذ سنوات ورغم انه مسجل لدى السلط المحلية من عمدة ومعتمد وشؤون اجتماعية ضمن العائلات المعوزة الا انه لم يسعف بمنحة تحسين مسكن. وقد وجهت أسرته اتهاماتها بالتقصير والتقاعس نحو معتمد الجهة.
فجأة تحوّل المنزل العتيق الى ركام من الاحجار اختلط ببعض الأواني والأثاث العتيق المبعثر. وقد تتدخل السلط المحلية لتقديم المساعدة هذه المرة بعد الذي حصل وبعد بتر ساقي الشيخ وبعد حالة الفزع والدموع. وسيجد المسؤولون بعض الأعذار وسيطالبون بحق الردّ وسيبررون ما حصل بأنه قضاء وقدر وتأثير الأمطار على المنزل العتيق. الأهم من التبرير هو التدخل لترميم الحالة النفسية للعائلة.