جميعة السينمائيين التونسيين المستقلين تمثل امتدادا لجمعية السينمائيين التونسيين وهي مولود جديد يعمل على تجميع السينمائيين في هيكل واحد للدفاع على المهنة. كيف يرى السينمائيون التونسيون واقع السينما التونسية اليوم وماهو موقفهم من أيام قرطاج السينمائية التي سال حولها حبر كثير قبل البداية «الشروق» التقت برئيس جميعة السينمائيين التونسيين المستقلين في هذا الحوار.
لماذا أسستم هذه الجمعية؟
في سنة 2011 حاولنا تجديد الهيئة المديرة لجمعية السينمائيين التونسيين لأننا في خلاف مع الهيئة القديمة لكن اصطدمنا بعائق قانوني فاتجهنا بعد تشاور وتبادل للآراء إلى تأسيس هذه الجمعية التي نعتبرها امتدادا لجمعية السينمائيين وهي جمعية جديدة لم تصدر في الرائد الرسمي الا قبل أيام وأغلب أعضاء الهيئة المديرة من السينمائيين الشباب الذين دعوني للعمل معهم وجمعيتنا تمثل الجزء الأكبر من السينمائيين التونسيين.
كيف تقبلتم ملامح الدورة الجديدة لأيام قرطاج السينمائية؟
أي برمجة لا بد أن تكون محل أخذ ورد وهذا شيء طبيعي فتحقيق الرضا الكامل مستحيل مهما كانت أسماء المشرفين على أيام قرطاج السينمائية بالنسبة لنا في الجمعية سنعمل على المساهمة في نجاح الدورة مهما كانت تحفظاتنا على الهيئة المديرة التي لا نشك في حرصها على نجاح التظاهرة حتى وان اختلفنا في بعض التفاصيل والاختيارات.
هذا لا يمنعنا في الجمعية من إبداء بعض الملاحظات مثلا لماذا لم تمنح فرصة تمثيل تونس في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة لوجه جديد يكون معبرا عن الثورة التونسية وأذكر هنا مثلا نصر الدين السهيلي وشريطه «مر وصبر» خاصة أنه ظلم في الدورة الماضية؟
لماذا لم يخصص باب للسينما التونسية ككل مثل ما كان الحال في السابق؟ وتحفظنا الأكبر هو في طريقة التعامل فما زالت الادارة تتعامل وفق المنطق القديم فكان من المفروض أن يتم تشريك الجمعيات السينمائية في البرمجة وفي الرؤية التي يفترض أن تنظم الأيام وفقها.
أعتقد أن أيام قرطاج السينمائية في حاجة إلى اعادة هيكلة ولابد أن تنظم في اطار جمعية مستقلة عن الوزارة تتوفر لها الامكانيات اللازمة وتعمل على مدى العامين لأن الظروف تغيرت والأهداف التي تأسست من أجلها الأيام في الستينات لا يمكن أن تكون نفس أهداف اليوم فالعالم تغير والسينما تغيرت ورؤية المشاهد أيضا تغيرت فأيام قرطاج السينمائية في حاجة إلى نفس ثان وإلى أفق جديد.
مشكلة السينما الأساسية اليوم هي أولا التمويل وثانيا التوزيع، فوزارة الثقافة تمول الفيلم التونسي بنسبة 35 بالمائة وعلى المنتج أن يتدبر أمره في 65 بالمائة الباقية وهذا مبلغ كبير ويكاد يكون مستحيلا توفيره لذلك لا بد من اعادة النظر في هذه الاتفاقية.
والمعضلة الكبرى هي مؤسسة التلفزة الوطنية التي يفترض أن تساهم في تمويل الفيلم التونسي لكنها متخلية عن هذا الدور وانا كمواطن أدفع ضرائب للتلفزة في فاتورة الكهرباء أطالب بأن تخصص التلفزة صندوقا لتمويل السينما التونسية وفق صيغة يتم التوافق حولها كما أتسائل عن أسرار تقصير التلفزة خاصة بعد الثورة في نشر الثقافة السينمائية فلا وجود لبرامج تعنى بالسينما ولا عروض لأفلام ولا استضافة للسينمائيين!!
أعتقد أن مؤسسة التلفزة التونسية مازالت لم تهب عليها رياح الثورة اذا استثنئيا بعض البرامج السياسية الحوارية التي لا يشارك فيها الا السياسيون أما المثقفون والمبدعون ومن بينهم السينمائيين فكانهم غير موجودين أصلا!
ثم أتساءل عن دور رجال الأعمال الذين لا يساهمون بشيء في الثقافة رغم كل الحوافز التي تضمنتها مجلة الاستثمارات الثقافية التي ندعو بالمناسبة لتطويرها والى جانب مشكل التمويل تعاني السينما التونسية من مشكل التوزيع فالقاعات القليلة تشكو من نقائص تقنية كثيرة ولابد من منح القاعات التي تعود ملكيتها العقارية الى البلديات الى الجمعيات السينمائية لتتصرف فيها لأنها أقدر على ذلك.
ماهو موقفكم من تعيين عدنان خذر كمدير للمركز الوطني للسينما والصورة؟
نحن كجمعية مع جمعيات أخرى رفضنا هذا التعيين ليس لشخص السيد عدنان خذر فليس لنا أي شيء ضده، لكننا ضد الطريقة التي عين بها إذ لم نستشر في ذلك رغم أننا نحن المعنيين بتمثيل القطاع والمدير يجب أن يكون محل توافق بين كل الأطراف ولا يمكن أن نقبل قرارا مسقطا مثل ما كان الحال عليه قبل الثورة.
أين وصل مشروع شريطك الطويل؟
أنهيت أعداد الشريط الوثائقي «جندوبة ديمقراطية سنة صفر» وهو فيلم وثائقي في 52 دقيقة وقد انتهينا من التركيب ومازالت بعض المشاكل المالية التي تعوقنا على اعداد النسخة النهائية أما بالنسبة للشريط الطويل فنحن ننتظر تغيير بعض الفصول في الاتفاقية وسيكون التصوير في جانفي القادم.
أي دور للسينمائيين اليوم في هذه المرحلة التاريخية التي تعيشها تونس؟
لا بد أولا من الدفاع عن السينما لأنها حصن للذاكرة في فترة نلاحظ فيها تشكيك في الكثير من مكتسبات دولة الاستقلال وحتى تحريف بعض الأحداث والوقائع لأجندة سياسية تريد اعادة كتابة التاريخ على مقاسها.